كيف تتصرف المرأة ( عندما تتعارض عاطفة قلبها مع منطق عقلها )

معك حق المشاعر جزء طبيعي منا ولا يمكن إنكارها لكن التحدي الحقيقي هو الموازنة بينها وبين المنطق مجرد إدراكك للحظة التي تسيطر فيها العاطفة عليك يعد خطوة كبيرة لأنه يفتح لك مساحة للتفكير احيانًا يكفي أن نتوقف لثواني نأخذ نفسًا عميقًا أو نؤجل الرد حتى يهدأ الموقف فنكتشف أننا نرى الأمور بوضوح أكبر لا أحد يطلب منا أن نلغي مشاعرنا لكن المهم أن نوجهها بدل أن تجرنا وهنا يبدأ الفرق في طريقة تعاملنا مع أنفسنا ومع الآخرين

الكثيرين يقولون ان النساء في هذا الزمن ماتت عواطفهن واصبحن مجرد آلات بيولوجية فاقدة للإحساس فهل هذا صحيح برأيك

أنت لا تحاربين مشاعرك، بل تحاربين جزءا من نفسك، وهذه معركة خاسرة دائما.. فعلا، لا تقمعي العاطفة، بل افهمي رسالتها.. ماذا تحاول هذه العاطفة أن تخبرني؟ ما هو الخوف أو الحاجة أو الجرح الذي تتحدث عنه؟ عندما تبدئين في التحاور مع عاطفتك بدلا من محاربتها، ستكتشفين أنها ليست عدوا، بل هي أصدق مرشد يمكن أن تملكيه. هي تخبرك بما لا يستطيع المنطق أن يراه.

فعلاً، أغلبنا يسير خلف قلبه لأن طبيعتنا تجعل القلب أكثر حنان من العقل، لكن هذا أحيانًا ما يوقعنا في مشكلات. أرى أن الحل هو أن نوازن، فلا نسمح لقلبنا أن يتحكم في كل المواقف، ولا نعتمد على العقل وحده أيضًا. هناك مواقف تحتاج عاطفة ومواقف تحتاج عقل. فإذا وجدتِ قلبك يقول شيئًا وعقلك يقول شيئًا آخر، ضعيهما أمامك وقارني بينهما، وغالبًا ستجدين أن العقل هو الأقرب إلى الصواب والمنطق. لذلك ليس المطلوب قمع المشاعر دائمًا، بل استخدامها في مكانها الصحيح.

خطرت فكرة وأنا أقرأ مشاركتك اللطيفة يا ماريا وكأنما أتخيل إنك واقفة بداخل مطبخ صغير فيه موقد غاز مشتعل دائماً، والعاطفة هي إناء كبير فوقه والذي يغلي بسرعة فوق النار، فأحياناً تنسكب الطبخة على يدك فتصرخين وتبكين، وتعلمين جيداً أنك لو خفضت اللهب قليلاً لكان الطعام ألذ وأقل فوضى، لكنك أيضاً تخافين أن ينطفئ تماماً فتصبح الحياة نصفها بارد (لا أعلم ولكن هذا ما تخيلته كأفضل توصيف بصري لتلك العلاقة). جربي معي حيلة مجنونة: حين تشعرين أن الإناء بدأ ما بداخله يفور، لا تقمعي النار بالقوة، بل أخرجي ملعقة خشبية صغيرة (اسمها "وقفة مع نفسك تشبه تلك المشاركة التي شاركتي بها هنا على حسوب")، دعيها تقلب ما على السطح لتقاسم الغليان، هي ليست لإطفاء اللهب بل لمنع محتوى الإناء من الفوران والقفز خارج الإناء ليصيبك بالحروق مع الاحتفاظ ما بداخله (عاطفتك) بذات الوقت ساخناً ملتهباً ، ثم أضيفي "لحظة صمت"، وقطرة زيت تُسّمى "سؤال بسيط: ماذا أحتاج حقاً الآن؟"، لا شيء أكثر. بمرور الوقت ستكتشفين أن الأناء نفسه صار أثقل قليلاً تبخر بعضاً ما فيه فلا يغلي بجنون، وأنت لم تضطرّي لإطفاء النار، بل صرتِ تطهين الطعام ببطء حتى يُفَوّح عطره في كل ركن من البيت، وهكذا تبقى المشاعر حية دافئة لكنها لا تحرقكولا تفسد الطبخه ... مع تحيات الشيف شيربيني هههههههههههههههه.

أعتقد إنك وصلتِ لمرحلة وعي كبيرة بأنك تدركين أن العاطفة تدفعك أحيانا إلى الطريق الخاطيء، وبرأيي أنها نقطة قوة كبيرة حتى لو بدت عكس ذلك، ويمكنك أن ترى تأثيره الإيجابي في علاقاتك المحيطة بك، ستلاحظين أنهم يحبونك أكثر ويلجأون إليك أكثر في مشاكلهم حين يحتاجون إلى شخص يفهم ويساندهم، أنت أفضل من يفعل ذلك.

لمشكلة ليست في المشاعر نفسها، بل في طريقة إدارتها وما يترتب عليها من أفعال، أن تكوني إنسانة حساسة وعاطفية أمر جميل، لكنه لا يتعارض مع أن تكوني قوية ومتزنة.

فقط يلزمك تدريب على التحكم في مشاعرك، وتهدئة نفسك قبل اتخاذ أي رد فعل.