أحيانا نشعر أننا متأخرين عن زملائنا خاصة نجد أحد أصدقائنا قد ترقى في وظيفته أو أسسوا عائلات أو بدأوا مشاريعهم فنتساءل لماذا أنا لست مثلهم هل تأخرت أم أن لكل واحد منا طريقه وتوقيته الخاص؟

لي قريب منتصف الثلاثينات يعمل منذ سنوات في وظيفة إدارية عادية لا يحبها كثيرًا لكنه مضطر لها من أجل الالتزامات يرى من حوله أصدقاء سافروا ونجحوا وآخرين غيروا مجالاتهم وحققوا إنجازات بينما هو ما زال في نفس المكان بنفس الراتب بنفس الروتين لفترة طويلة كان يشعر أنه متأخر عن الجميع وأنه فاته القطار دخل في مقارنات متعبة جعلته ينهار داخليًا رغم أنه كان يؤدي كل ما عليه لكن مع الوقت بدأ يدرك أن حياته ليست سباقًا وأنه لا يحتاج أن يكون سابقًا لأحد كي يشعر بالرضا اليوم لم يصل بعد لما يطمح إليه لكنه توقف عن جلد ذاته وتعلم أن يهدأ قليلًا أن ينظر لما عنده ويحاول كل يوم ولو بخطوة صغيرة دون أن يربط قيمته باللحاق بأحد فكرة أن "فلا أنت بمتأخر عن أحد ولا أنت بسابق له" تلخص كل هذا ربما نحن فقط نحتاج أن نؤمن أن الحياة ليست سباقًا وأن التأخير أحيانًا يكون ترتيبًا لا نراه