التجويع سياسة مقصودة، هدفها الأول كسر شوكة الإنسان، الجائع لا يفكر في الوطن ولا الحرية ولا الحرب، الجائع لا يفكر إلا في كسرة خبز، تجويع المحتل لأهل غزة هدفه الأساسي انهاكهم وإبطاء تعافيهم أو عرقلته، لقد سأم المحتل من قصفهم بالصواريخ المكلفة، لذلك يستخدم التجويع ومنع المساعدات لإبقاء الفلسطينيين تحت السيطرة بأقل تكلفة وأوسع تغطية، وربما يقتل الجوع بعضهم، وربما يتقاتلون فيما بينهم من أجل الفتات، ربما يلوم بعضهم المقاومة، لأنهم بشر، وعندما يحضر الجوع تعمل غريزة البقاء، صدق من قال أن الجوع كافر.
سياسة تجويع الشعوب
وأخطر ما في هذا السلاح أنه يتسلل إلى العقل البشري، فيجعل الإنسان في لحظة الألم يتساءل هل الحرية تستحق كل هذا؟
هل الوطن أغلى من رغيف الخبز؟ هل المقاومة تُطعم أطفالي؟
لكن ما لا يفهمه المحتل هو أن الشعوب التي جرّبت الجوع والخذلان مرارًا، لا تموت بسهولة. وأن الفلسطينيين، رغم قسوة الجوع، هم صامدين فرج الله كربهم
سلاح الجوع هو سلاح خسيس لا يستخدمه إلا من فقد إنسانيته ليكسر من أمامه ويضعف جسده قبل همته، فالجوع يُخرج في العادة أسوأ ما بداخل البعض لدرجة تدفع الشخص لفعل أشياء لم يكن يتخيل أن يفعلها يومًا كالسرقة أو القتل، لأن الصراع هنا من أجل البقاء.
اللهم نج أهل غزة واطعمهم من جوع وامنهم من خوف وانصرهم يا الله.
التعليقات