الذكاء الاجتماعي: رفاهية أم ضرورة للبقاء؟

الخطأ عمر ليس عند الأهل التي تعلم أولادها أن الغش حرام، ولكن عند الأهالي التي تغش ولا تعلم أولادها أن الغش حرام، الوضع اجتماعيا أصبح صعب جدا وأرى أن الآبناء انعكاس لما عليه الآباء حاليا، أتذكر وأنا بالماجستير كان معنا رجال ونساء كبار بالسن يعني أولياء أمور بنفس الوقت ولكن كانوا يدرسون، الغريب الذي لاحظته إصرارهم على الغش، منهم من كان يضع برشام ورقي بين ملابسه ويده والثاني كان يحاول الغش من الهاتف حتى تعرض للتنبيه، كنت مندهشة كيف لهؤلاء تربية جيل على عدم الغش وأنه حرام وهم يفعلون ذلك.

طبعا تصرفاتك جيدة جدا ومهارة مهمة خاصة عندما يدرك الشخص أنه ليس بمستوى من يواجهه من بلطجة وإجرام

كنت أُغشّشهم معظم الإجابات الخاطئة، باستثناء القليل من الإجابات الصحيحة.

معك حق تماما.. الضرورة تبيح المحضور هههههه أضحكتني القصة أضحك الله سنك

ومنحنتني رؤية رائعة جديدة للحياة، فعلا، البقاء قد يكون للأذكى أكثر مما يكون للأقوى..

الحق وحده لا يكفي إذا لم نعرف كيف نُديره بحنكة. لقد مررتُ بمواقف مشابهة حتى الموقف الذي تعرضت له ، تعرضت لمثله بالثانوية ، حيث كان عليّ أن أبتلع كبريائي وأتصرف بمرونة لأحمي نفسي، لكن قلبي كان يصرخ: "هل هذا عدل؟". نعم، العالم لا يرحم أحيانًا، والنجاة ليست لمن يصرخ بالحق بأعلى صوته، بل لمن يعرف متى يتكلم، ومتى يصمت، وكيف يتفادى السيوف المسلطة بابتسامة ذكية.. وهذا لا يعني أن لا تواجه أو تقول أو تفعل الحق عندما تسنح الفرصة .. ولكن أن تحسب الحسابات فبعض التضحيات في مجتمعنا الحالي ليست ذات قيمة للأسف.. مع التشديد أن لكل مقاماً مقال وليس دوماً الهروب الذكي هو الخيار الأمثل في كل الحالات .

كلام جميل وصحيح، الذكاء الاجتماعي قد يكون تكيُّف (أي ضروره للبقاء)، أو رفاهية (يعني سلاح يمتاز به شخص عن غيره، يسهّل ويختصر له الأمور).

وكونه رفاهية أو ضرورة للعيش يعتمد على البيئة؛ فانتشار التنمّر والعدوان بين الناس يجعله ضروره وحاجة، فهو كالدرع للحماية من الأضرار.

وفي البيئة المستقرة يكون ميزة ومهارة مثل باقي المهارات اللي يتميز بها بعض الأشخاص عن غيرهم، فهو هنا ليس للحماية، بل خبرة قد يحتاجها الشخص في مجال معيّن، وقد لا يحتاجها ولكن يتقدّم بها عمن لا يملكها.