في كل مرة نفتح فيها كتاب التاريخ، نجد أنفسنا أمام مشاهد تتكرر: طغاة يتسلطون، شعوب تُظلم، حروب تشتعل، وأبرياء يدفعون الثمن. كأنّ البشرية لم تتعلم شيئًا. وكأننا ندور في دائرة مغلقة. قال ألبرت أينشتاين ذات يوم:

> "شيئان لا نهائيان: الكون وغباء البشر، ولكني لست متأكدًا من الكون."

فهل كان محقًا؟ وهل الغباء البشري فعلاً بلا حدود؟ وهل سنبقى نُعيد أخطاء الماضي بلا توقف؟

التاريخ يعيد نفسه... للأسوأ؟

من نمرود، إلى فرعون، إلى هتلر، إلى حكّام اليوم... يتكرر النمط نفسه:

من يملك القوة يظن نفسه إلهًا

من يجلس على الكرسي ينسى الناس

ومن ينتقد يُسكت أو يُسجن أو يُقتل

ومع ذلك، نحن نفس البشر الذين نقرأ التاريخ، ندرسه، ونحفظه في الكتب... لكن لا نأخذ العبرة منه. لماذا؟ هل نحن أغبياء؟ أم أن هناك شيئًا فينا يجعلنا نكرر أخطاءنا رغم علمنا بها؟

الجهل في عصر المعرفة

نحن نعيش اليوم في زمن الإنترنت، الذكاء الاصطناعي، والهواتف الذكية... كل شيء متاح! ولكن في المقابل:

لا زالت هناك حروب دينية وعرقية

لا زال هناك من يصدق الأكاذيب بسهولة

لا زال هناك من يحكم بعقله القبلي أو الطائفي أو العنصري

كأن التكنولوجيا تطورت، ولكن العقول لا زالت في القرون الوسطى.

السلطة والغرور والدمار

التاريخ يعلّمنا أن الغرور هو بداية السقوط. نمرود مات بسبب بعوضة. فرعون غرق وهو يصرخ "أنا ربكم الأعلى".

لكن مع كل ذلك، كل جيل جديد يظهر فيه شخص يظن أنه فوق الجميع، فوق القانون، وفوق الحياة نفسها.

هل هناك أمل؟

نعم، هناك أمل. الأمل في الإنسان الواعي، المفكر، القارئ، من لا ينخدع بالشعارات، ولا ينسى الماضي. الأمل في الجيل الذي يسأل مثلك، ويتأمل، ويكتب، ويريد أن يُحدث فرقًا.

ربما يكون غباء الإنسان حقيقة، وربما يكون جزءًا من طبيعته. لكن الفرق بين الجاهل والذكي، هو أن الذكي يتعلم من خطئه، أما الجاهل فيُكرّره.

فهل سنكون جيلًا يتعلم؟ أم جيلًا يعيد السيناريو؟

السؤال لك، والإجابة في يدك... وفي قلمك.

~Ahmed