منذ بضعة أيام، تُوفيت ١٩ فتاة في حادث على الطريق في مصر أثناء ذهابهن للعمل.
رحمهن الله، وغفر لهن، وألهم أهاليهن الصبر.
أعمار هؤلاء الفتيات تتراوح بين ١٤ و ٢٢ عامًا تقريبًا.
كُنَ يَذهَبنَ للعمل في بعض المزارع مقابل حوالي ١٣٠ جنيهًا مصريًا، أي ما يعادل ٢.٥ دولار يوميًا.
أريد أن أطرح سؤالًا، وليس من باب الاستشراف، بل سؤال جاد: لماذا يتزوج شخص في فقر مدقع ومُعدم إلى هذه الدرجة، ثم يُنجب؟
والمصيبة أن هذا الطريق مشهور باسم "طريق الموت" بسبب كثرة الحوادث.
إذًا، فالآباء يعلمون أن بناتهن في خطر أثناء ذهابهن إلى العمل.
ولمن يقول إنهم "مضطرون"، فلماذا تزوجوا وأنجبوهن من الأساس؟
ولمن يقول: ليست غلطتهم، بل غلطةُ المسؤولين.
حسنًا، هل كان هؤلاء الناس يعيشون في أوروبا، وتفاجأوا الآن من الوضع الاقتصادي بعدما كبرت الفتيات؟
ألم يكن الوضع في هذه الدول كذلك منذ عشرات السنين، حتى وإن ساء أكثر مؤخرًا؟
نعم، الرزاق هو الله.
لكن، لو قمت الآن وتناولت سُمًا فتسبب في موتي،
فإن هذا حدث لأن الله قدر ذلك وأمر ملك الموت أن يقبض روحي.
فهل أقول إنني لست منتحرًا؟
بالطبع لا، فأنا من أتخذ الأسباب لهذا.
ولو قمت بضرب شخص بسكين فأُصيب، فهذا أيضًا لأن الله قدر ذلك،
ونحن نعلم قصة نبينا إبراهيم عليه السلام، وكيف أن الله قدر ألا تُحدِث السكين أي جرح.
فهل أقول للقاضي: أنا غير مذنب؟
بالطبع لا، فأنا من أتخذ الأسباب لهذا أيضًا.
أنا لا أقول هذا استشرافًا على الناس، ولكن حقًا هذه الأفكار تؤرقني.
ما هو الشيء الفاصل الذي يُحدد من يُنجب ومن يمتنع؟
وما هو مقدار الحد الأدنى من المال الذي يُمكن شخصًا ما من اتخاذ قرار الزواج والإنجاب؟
فلو كان الأمر مفتوحًا، إذًا لنُنجب طفلًا كل عام!
لا بأس، ليمُت من يمُت، وليحيَ من يحيَ، ولا نهتم بصحة الأم كذلك،
فإن الصحة رزق أيضًا، وإن ماتت الأم من الإجهاد فهذا قدرها، أليس كذلك؟
التعليقات