ربما تكون الكلمات غير مرتبة وعشوائية، لكنها تبدو هكذا في عقلي.

لقد ابتلاني الله منذ ولادتي وحتى الآن، بالعديد من الأمراض المزمنة التي تسبب المشاكل الجسدية، والآلام، والضعف العام، فلم تكن لدي القدرة على بذل مجهود كبير أو الحركة كثيرًا.

فكنت شخصًا انطوائيًا لا يملك أصدقاء، ومنذ أن كنت صغيرًا، ربما قبل العاشرة حتى، كانت لدي رغبة شديدة بالموت.

حتى سن الـ١٦ تقريبًا، حينما بدأت تأتيني رغبات بقتل نفسي.

في فترة من الفترات، كنت أجرح يدي كثيرًا، لأن الألم الجسدي كان أفضل بكثير من الألم النفسي.

لم تكن لدي يومًا قدرة مادية للذهاب لطبيب نفسي، ولكن أتذكر أني حاولت الذهاب لتلك الأماكن المجانية، وكانت أسوأ تجربة، وندمت على المحاولة.

أتذكر منذ فترة قريبة، عندما كنت أعبر طريقًا سريعًا، وفي منتصفه توقفت،

فكنت أشعر أن عضلات جسدي تتوسل لعقلي لكي يعطيها أمرًا بالتحرك، ولكن عقلي لم يكن يرغب بذلك.

أتذكر ضوء السيارة كان شديدًا، وشعرت وكأن الزمن توقف، وقبل ثوانٍ من الاصطدام، تحركت للأمام متفاديًا إياها.

منذ فترة، قمت بالتخلص من كل الأشياء العزيزة عندي، لأني لا أُريد أن أرحل وأترك شيئًا عزيزًا وحده.

وربما أسوأ شيء ليس الشعور بالحزن، ولكن عدم الشعور بأي شيء، فقط فراغ أو تخدر.

عندما أعرف خبر وفاة أي شخص، أغبطه على موته، كم هو محظوظ، لأنه أنهى اختباره في الدنيا.

سواء بالنجاح أو الرسوب، فهذا أمر لن نعرفه.

لكن على الأقل، توقفت معاناته في هذه الحياة.

ولو كان الأمر بيدي، لباركت لعائلات الموتى أن أقاربهم أنهوا اختبارهم.

وقد يبدو كلامي معقدًا وغير مفهوم لكثير من الناس، لكن لا يمكنك أن تصف المحيط لشخص لم ير الماء في حياته.

وهذه الكلمات ليس الغاية منها لعب دور الضحية، فأنا أعلم جيدًا أن لا أحد من الـ٨ مليار بشري يقدر على مساعدة أحد أخر.

وإن كل شخص مسؤول عن نفسه وأفعاله، وسيُحاسب عليها.

والانتحار بالنسبة لي أسهل من شرب الماء، وربما الشيء الوحيد الذي كان يمنعني حتي الأن هو الجانب الديني.

وحسب الإحصائيات، هناك تقريبًا مليون شخصٍ ينتحر سنويًّا، فلا فرق سيحدث عندما نضيف إليهم شخصًا آخر.

ولكن أنا لم أفقد الأمل كلياً بعد، فربما أكون محظوظًا، وأموت طبيعيًا قبل فقدان قدرتي على مقاومة هذه الرغبة.