كيف ننهي المعركة الأزلية بين ما نريده وبين ما يتوجب علينا فعله ؟

هي النفس البشرية يا إسلام مجبولة على حب الشهوات، ولذلك جائت الأديان جميعها تحث الإنسان على مواجهة نفسه وشهواته والتحكم بنفسه وحتى انفعالاته، ولا يخفى عليك الآن ما نراه في المجتمع من انفلات كبير بسبب عدم قدرة الكثير من البشر على مواجهة شهواتهم فربما يسرق ليسد احتياجاته وربنا يقتل لينتقم لنفسه وربما يحقد ويحسد ويظلم إرضاءاً لنفسه.

الحل في رأيي هو المواجهة الصريحة والمكاشفة مع النفس كما تفعل الآن بالضبط، لماذا لا استطيع مثلاً أن أتوقف عن إدمان الهاتف المحمول والسوشال ميديا؟ فالاعتراف بالمشكلة هو أول خطوة في طريق الحل.

نبدأ في البحث عن تجربة حلول بديلة ومجربة، كما نبدأ في السعي لكل ما يقوي عزيمتنا وارداتنا في الاستمرار.

وتجربة أن أطلب الدعم والمساعدة لحل مشكلاتي، فربما العائق الأول هو البيئة، حاولت ذات مرة على سبيل المثال القيام باتباع حمية غذائية وكنت في بيت أهلى لم يكن هناك أي نوع من أنواع الدعم وكانت تشعر أمي بالشفقة عليّ وتأتيني بألذ الأطباق لكي لا أمرض من الحمية.

لماذا في رأيك طلب العالم من قاتل المئة نفس أن يترك الأرض التي يعيش فيها، هل كان يجب أن يكتفي بأن يعمل على تغيير ما بداخله أم ربما ترى جزء كبير من المشكلة كان في البيئة المحيطة بنا؟!!

أنا ليست هنا لأعطيك حلًّا ولكن أنا هنا لأشكو من نفس مشكلتك، فكيف يحلو تنظيم الغرفة وترتيبها رفض الغبار عنها وموعد تسليم العمل على بعد ساعتين، كيف تحلو الوجبات الدسمة والشهية والشيبسي والشوكولاتة عندما تقرر أن تتبع جمية غذائية، كيف تصبح مواقع التواصل الاجتماعي مليئة بالمواضع التي تشد انتباهك والامتحان النهائي على بعد 12 ساعة.

أعتقد أن الحل يحتاج منا موازنة شديدة جدا وقوية بين ما تريد فعله وما يجب عليك فعله فخير الأمور الوسط، لننهي أولًّا العمل ثم سنشهاد الفيلم الجديد ونأكل البشار، حسنًا لنكمل الأسبوع في الحمية الغذائية وفي ويوم الجمعة سنتناول قطعة حلوى بالشوكلاتة ونشرب العصير

سننهي الامتحان غدًا ثم سنشهاد مقاطع الفيديو القصيرة على انستاجرام لمدة ساعة كاملة

ربما هذا هو الحل الوحيد ولكنه صعب أيضًا

في رأيي، الحل لا يكون بإنهاء هذا الصراع تمامًا، بل بفهمه وتنظيمه: أن نمنح الرغبة وقتًا محدودًا، والواجب أولوية واضحة. بالتدريب والوعي، تتحول بعض الضرورات إلى رغبات، ويصبح الانضباط عادة لا عبئا.