ضمن العوامل الأهم لاستمرار العلاقات الصحية، أجد الصراحة أو الشفافية في مقدمتهم، ولكن يكون الجدل دائمًا حول ماهية الشفافية أو مفهومها. فماذا تعني الصراحة؟ هل أقول كل ما يأتي في بالي مباشرة؟ هل عندما أغضب مثلًا.. من الصحي أن أُكمل المصارحة بأفكاري أم أنتظر لوقت لاحق؟

مفهوم آخر مهم جدًا وهو "فلترة الأفكار" وتجنب اجترارها مع الطرف الآخر، وذلك معناه التفكير الحقيقي في الأفكار أو الكلمات التي سأقولها وماذا سيكون مردودها عند الشخص الآخر. وأهمية ذلك هي، أننا غالبًا نتخيل أننا لو قلنا ما في داخلنا بنفس الطريقة وبكل الحمولات العاطفية التي نحملها، سيكون مردود ذلك على الشخص الآخر هو "التحمّل" أو حتى قبول ما نقوله لأننا بذلك نشاركه تفاصيلنا.

ولكن الحقيقة غير ذلك، فالحمولات مختلفة، وتأثير الأفكار في عقلي ونفسي مختلف تمامًا عن الآخر. قد أعبّر مثلًا عن مشكلة في العمل بمنتهى التلقائية وأفرّغ معها أحاسيس الغضب والاستياء، وأنسى تمامًا أن ذلك سيترك آثره في الطرف الآخر، المقصود هنا ليس تجنب المصارحة بالأفكار أو التحدث عن أي دواخل، ولكن من غير الصحي تمامًا قول الأفكار كما هي في أي حال، مع اختلاف أنواع الأفكار، سواءً آراء عن الطرف الآخر أو حتى أفكار شخصية عني، من الضروري التفكير في مردود ذلك عنده ومعرفة كيف سيتقبل الأمر، ومناقشة الأمر فيما يناسب وجهتي النظر، فهل تتفقون مع ذلك، أم تجدون أن التعبير عن الأفكار كما هي مباشرة أكثر وضوحًا وشفافية؟