يحكي لنا أنيس منصور قصة افتراضية لشاب يجلس في طائرة إلى جانب نجم مشهور، كان الشاب لتوه قد باع كل ما يملك وترك أهله تحت الديون ليستطيع السفر حتى يجد فرصة عمل، بينما النجم السينمائي ممتعض لاختياره حذاء خاطىء سيجعله يبدو أقصر من زوجته أمام الكاميرات في المطار.

وبيّن لنا أنيس منصور مدى استياء النجم واهتمامه بمظهره بسبب دعايا فيلمه الجديد، فلن يحب أن يظهر البطل المغوار في الفيلم أقصر من زوجته في الحقيقة.

فإذا قارنا بين استياء الشاب بسبب ديونه واستياء النجم قد يبدو لنا استياء النجم موضوع تافه، لكن كل فرد تؤرقه معاناته الخاصة!

وفي ذلك قال فيكتور فرانكل: "ويمكننا أن نشبه معاناة الإنسان بما يفعله الغاز، فلو أن كمية معينة من الغاز جرى ضخها في حجرة فارغة، فإنها سوف تملأ الحجرة كاملة...وعلى هذا النحو فإن المعاناة تغمر الروح الإنسانية كلها...إذن حجم المعاناة مسألة نسبية تماماً".

فما رأيك إذن هل المعاناة فعلاً نسبية، أم يمكن قياسها حسب موضوعها المحدد؟