قد يأخذ اضطراب القلق صورةً تجعل صاحبه حريصًا على أن يكون المفضل لدى الجميع، وأعتقد أن سمات مثل الجمال والذكاء والمهارة قد تزيد من وطأة هذا القلق، فهي تجعل أحلام صاحبه واقعية، وتمكنه/ تمكنها بالفعل من أن يكون المفضل لدى عدد كبير جدًا من الناس.

يطمئن هذا النوع فور شعوره بأهميته القصوى لدى الناس، ونتيجةً لذلك، فإن استفزاز غيرته بمنافسين آخرين هي اللعبة الأكثر إيلامًا له، والواقع أن هذا النوع من القلق يجعل صاحبه فريسة لعواصف متجددة من الرعب، فهو خائف ما دام لم يصبح المفضل، وهي مسألة يستحيل تحقيقها مع جميع الناس، خاصةً وأن التحقير مما هو نفيس وجميل موهبة يمتلكها كل البشر تقريبًا، فتصبح قدرته على جعل الآخرين يشعرون بالدهشة هي نفسها محفِّز استهدافه بالتجاهل والتنمر والتهميش، فلا يجد هذا الإنسان أمانًا ولا ينعم بالسلام سوى عند ترويض عواطفه على عدم محاولة أن يكون الأفضل لدى الجميع، فيختبر بنفسه أن شيئًا لم يحدث جراء عدم تفضيله، وأن بإمكانه الآن التخفف من عناء استمالة عشرات الأذهان والقلوب، وأنه يكفي أن يصبح المفضل لشخص واحد فقط.