تعلم قول لا


التعليقات

مع الأسف لو قلت "لا" لأختي لا أستطيع قولها مرة أخرى لو ضغطت أمي عليّ بالموافقة، معنى هذا أن البشر يستطيعون قول لا بسهولة جدًا، ولكن الضغط النفسي ممن حولهم يجعلهم يتراجعون عن اللا ويقولون نعم مجبرين.

ليس الضغط النفسي فحسب بل ما يقوله القلب هو من يجعلنا مبرمجين على الـ نعم؛ للأسف علاج تلك المعضلة تتلخص في جملة واحدة فقط: اتركوا المشاعر تقرر من ستتزوج وماذا ستأكل وتلبس وأعطوا للعقل باقي الصلاحيات رجاءًا.

هذا ما أفعله بالضبط؛ فأبي من صغري يناديني بــ ديب لذا أخذت من هذا الاسم نصيب؛ فأصبحت محتالة وذكية مثله ولهذا كلما أُجبرت على قول نعم كلما وضعت أمامهم قوانين تخدم مصلحتي أكثر؛ فالسلبيات التي تأتيني من إجباري على كلمة نعم لا تقارن بالفوائد والإيجابيات التي أحصل عليها لاحقًا.

من ضمن الأمور التي عانيتُ منها فترة ( خصوصًا مع دائرتي المقربة من الأهل والصَحب ) أنهم كانوا ينعتوني بالفتاة العنيدة، لم أكن لأرتضي ما لا أرغب، أو بالأحرى مالا أجد فيه راحتي وسلامي الداخلي.

نضجتُ شيئًا فشيئًا، وأدركتُ أن ( لا ) خاصتي، لم تهدم كونًا ولم تبدّد سبلًا، بل كانت حصنًا منيعًا لي ضد الكثير من الضائقات.

لكن هناك ( لا ) تخترقها طباع الذوقيات لازلت أتحسس منها ، كأن يطلب مني أحدًا منفعةً أو قضاء شيء، أذكر مرة كنت لا أجد لعينيّ سبيلًا للنوم، وإذ بجارٍ لنا يتصل بوالدي ويطلب منه لو أساعدهم في الدخول لزيارة مريضة بالمستشفى، كان يوم راحتي، وطلب مني والدي لو أؤجل الموعد، لكني لم أستطع.

لا أحزن من جزئية كهذه وأود لو تدوم ..

لكننا أيضًا نجد ( لا ) كغصة في صدورها حين نجيب عن شيء يخص خصوصياتنا، شئون أطفالنا، بل أحيانًا وقد رأيت بنفسي والدةً لطفل أصيبت بالحرج من تنمر إحداهن على ابنها ولونِه.

أظنّ أن الـ ( لا ) ، لازالت تحتاج منا جَرأة ويقينًا.

غالبًا ما يكون للتربية دور كبير في هذا الأمر، الطفل ينشأ على قول "نعم" و "حاضر"، لكل الأوامر الموجهة له، لا يتعلم الرفض، حتى لو تجرأ في مرة ورفض القيام بشيء ما، تكون العواقب وخيمة!

لذلك فيما بعد يتجنب الصدام الناتج عن قول لا، حتى ولو كان القيام بالأمر على غير رغبته.

أكيد، ولكن مع الرفض يجب توضيح سبب مقنع للرفض، حتى لا يتحول الأمر إلى رفض لمجرد الرفض.


أفكار

مجتمع لتبادل الأفكار والإلهام في مختلف المجالات. ناقش وشارك أفكار جديدة، حلول مبتكرة، والتفكير خارج الصندوق. شارك بمقترحاتك وأسئلتك، وتواصل مع مفكرين آخرين.

85.5 ألف متابع