هل تتذكرون مقولة الفنان عادل إمام في مسرحية الواد سيد شغال حينما أخبره عمر الحريري أن طقم الأطباق سينيه، وقتها تعجب، وقال: "نابليون بونابرت، بتاع الحملة الفرنسية... ساب الجيوش والمماليك وقعد يمضي على أطباق!"

هذا هو بالضبط ما شعرت به يوم الثلاثاء الماضي، وقتها دخلت على تويتر فوجدت الموقع بأكمله لا يتحدث عن شيء سوى الزمالك، والدوري، والحكم في مباراة الزمالك والاتحاد، إبراهيم نور الدين، وقتها أخبرت نفسي أن الأمر صدفة؛ لذا ذهبت لجوجل وبحثت عن أكثر المواضيع "ترند" في جوجل، ولكني لم أجد ما يسرني هناك، بالعكس وجدت نفس النتيجة؛ فالموضوعات الأكثر رواجًا على جوجل حينها كانت كالآتي:

  1. الهلال
  2. الزمالك والاتحاد
  3. كريستيانو رونالدو

لا تسيئوا فهمي؛ فأنا زملكاوية حد النخاع، واحتفلت بالدوري وتناقشت مع الأهلاوية نقاش كوميدي أشبه بشِجار الأطفال في الحضانة من أجل الجلوس بجوار النافذة أو في نهاية الديسك.

ولكن بعيدًا عن كل هذا أنا صُدمت حقًا من البشر، وتساءلت هل العالم بأكمله لا يوجد فيه موضوع يستحق النقاش سوى من حصل على الدوري المصري، ولماذا لم يُسجل رونالدو الأهداف في مبارياته! هل أصبحنا حقًا بتلك السطحية؟

تذكرت قصة قرأتها عن ملك المغول حينما أرسل غلام ليستكشف أحوال المسلمين قبل غزوهم؛ فوجد الغلام شاب ينظر للقمر فسأله الغلام المغولي: فيم تُفكر؟ فأجابه الشاب: أفكر في شيء لأفعله من أجل بلاد المسلمين، شيء يعلو من شأنها بين الدول.

عاد الغلام بالإجابة لملك المغول؛ فقال الملك: الوقت غير مناسب الآن لاحتلال بلادهم؛ فإذا كان تفكير هذا الشاب الصغير هكذا فتخيل كيف يُفكر قادتهم... بعد عشر سنوات أرسل الملك نفس الغلام لبلاد المسلمين فوجد الغلام شاب أخر ينظر للقمر فسأله الغلام: فيم تُفكر؟ أجابه الشاب: أفكر في قصيدة أو أبيات شعر أهديها لحبيبتي، وحينما عاد الغلام بالإجابة للملك وقتها أمر الملك بغزو بلاد المسلمين على الفور، وقال: الآن هو الوقت المناسب لغزوهم.

ما يعجبني في مجتمعات حسوب أنها تعطيني بصيص أمل أن شبابنا لازالوا يملكون أفكار عظيمة لبناء أمتهم، ولهذا السبب شعرت برغبة في التحدث معكم اليوم، ومعرفة آرائكم: هل حقًا ترند جوجل وتويتر يُعبران عنا؟ هل أفكارنا ستكون سببا في تراجعنا؟