هل تعلم عزيزي القارئ أن عداد رواد العيادات النفسية حسب الاحصاءات العالمية ازداد مؤخراً بشكل ملحوظ؟

منهم من يرجح بأن السبب هو ازدياد الوعي العالمي بالصحة النفسية و التقدم المجتمعي ببعض دول العالم مما ساهم في عدم خجل البعض بالتحدث عن طبيعة صحتهم النفسية بما في ذلك المشاهير مثل ديفيد بيكهام الذي صرح بإصابته بالوسواس القهري أو جيم كاري الذي أفصح عن معاتاته مع الاكتئاب أو أديل التي صرحت أيضاً بمعاناتها مع نوبات الفزع.

و منهم من رجح أن هناك عامل آخر و له دور كبير و هو سمة العصر الذي أصبحنا نعيش فيه المفتقد للبساطة و الهدوء و حالة الحزن التي خلقتها وسائل التواصل الاجتماعي فينا و السخط على حياتنا حين أصبحت المقارنة و المظهرية مسيطرة علينا أكثر من أي وقت مضى.

فأصبح الإنسان في حالة من الصراع و اللهث طوال الوقت خلف ما يمكن أن يجعله يحظى بالإعجاب مثل فلان على الفيسبوك أو إنستغرام أو غيره.

الصراع بين الإنسان و عالمه و ما أصبح يتطلع إليه في عالم سيطرت عليه قشور الأشياء أكثر من مضمونها و انعدم فيه مشاعر المساندة وصل بنا في النهاية إلى طريقين ليس لهما ثالث

إما المعاناة أو أن تصبح مسخ من أحدهم بلا هوية

و في الحالتين يا صديقي صحتك النفسية في خطر!