فاصلة و نقطة هو اسم تلك الليلة المميزة،اتذكر انني كنت متكئة على فراشي .الأرق اخترق جسمي و تركني أسيرة هلاوسي.اغمضت عيني لعل النوم يرهقني لكن يا ليتني مااغلقتها.صوت أشخاص اسمعهم،فتحت عيني لابصرهم ،نعم!أنهم بشر يريدون قتلي.

الى اين المهرب؟الانتحار؟لااظن فإنني سافشل مثل كل مرة .

تذكرت طبيبتي حين أوصتني بمواجهتهم و عدم الخوف منهم فهم مجرد هلاوس لعينة تريد التغذي من دماغي .تشجعت و نهضت،صرخت إلى أن بح صوتي و لكن مامن مجيب

يالله اريد مغفرة منك!فأنا افتعلت الذنوب و لكن لا اقوى على جحيم الدنيا!

أنصت الى صوت يهمس لي،ازداد خوفي 

-لا بد انني جننت ،اصوات التي اسمعها ماهي الا اصوات في دماغي 

-لا يا عزيزتي،انت في عالمك الحقيقي و لست تتوهمين 

-من انتم ؟

-نحن هم انت.نحن الأنا و الروح و الضمير 

-ما غايتكم مني؟

-نريد الحرية !التحرر من قيود جحيمك و البئر العميق الذي دخلت له و قبعت فيه دون المحاولة للخروج و تنفس هواء الحياة

-لكنني حاولت و فشلت فرضيت بقدري هذا فهو جزء مني و التخلص منه لا يأتي إلا بانتحار 

أحسست بصفعة على وجهي ،زادت من غضبي 

-من انتم لتجراوا على ضربي أو لمسي؟

-ماذنبنا نحن لكي لا نعيش هذه الحياة البائسة و نبني احلامنا و سعادتنا؟

-لست أنا من قررت الهزيمة بل انتم،لست خاطئة عندما اردد ان الانتحار هو الحل فلا أحد يحبنا 

-هناك من يحبنا،اولا نحن نحب و نكمل بعضنا،صديقك المقرب الذي يحتمل غبائك و مشاكلك و يمنحك الحب.متى يأتي الوقت ليعتمد عنك و يسمعك عوائقه،تشاركينه طموحك و مستقبلك بدل أحزانك و محاولات انتحارك الفاشلة 

-مالمطلوب إذا ؟

-النهوض،الطاقة فنحن الهة القوة

نهضت من سريري المتهالك و اتجهت إلى الحمام ،غسلت وجهي و نظرت إلى المرأة و أعلنت بداية جديدة و حربا على الحياة بطريقة تجعلني أنا المعتمدة لا العالة.فتحت هاتفي و أرسلت رسالة لرفيقي انني انتصرت على المرض اللعين .

هذه هي ليلة الفاصلة و النقطة ،ليلة انتصاري على مرض أرهق جسمي و دماغي لثمان سنوات دمر فيها جسدي و ضاعت لحظات من حياتي لا تقدر بثمن