كيفية إتقان فن التخلي

10

التعليقات

، لا بد أنه هناك من أرسل لي ، ثم تجد أنه لم يعبرك أحد أصلاً ، 

هذا الأمر لم أكن أود أن تصل إليه، أن نصل إلى مرحلة نشعر فيها أنّ الكل تخلّى عنا لهو أمر يتطلب منا اعادة حساباتنا والتفكير فيما حدث. بل نتخذ قرارًا فورًا وهو التخلي عن مثل هؤلاء الأشخاص. الضحك على الذقون من خلال الايموجي وكلمات مقتضبة لا تعبر عن العلاقة التي تربطنا بمثل هؤلاء الاشخاص، يجعلني أفكر مائة مرة في التواصل مع هؤلاء الأشخاص.

كيف أتقن فن التخلي ، وأكتفي بنفسي ، ولا أُصرّح بمشاعري لأحد ، وأظل بارداً ، ولا أحب أحداً إلا من هو صادق معي ؟

بالنسبة لي أذكر نفسي بأنّ هؤلاء الأشخاص يرتأون إلى بث الطاقة السلبية لدي. وهذا يعني أنني لن أخطو خطوة لامام سواء سواء في حياتي التعليمية، المهنية وحتى الشخصية.

أذكر نفسي أنّ مصاحبة هؤلاء الأشخاص يعني أنني سأعيش في حالة من التوتر. بمعنى أخر لن أعيش بسلام طوال حياتي طالما تربطني علاقة بمثلهم. لِذا أحاول أن أحب نفسي وأثق بها وأن أتلاشى هؤلاء الأشخاص وأن أقتنع بفكرة التخلي عن كل ما هو يعكر حياتي.

دون مزايدات تدفع الطرف الآخر للغرور

في هذه النقطة بالضبط نحن من نقوم بنفخ بالونة غرور الآخر ثم نتورط فيها، وهنا أنا لدي وجهة نظر لعلاج الأمر وهو ينجح كثيرا معي وهو العمل بالمبدأ القرآني سنعيدها سيرتها الأولى أعد الطرف الآخر لما كان عليه من غربة معك في البداية واجعله يفهم أنك أنت من رفعته ليصبح ضمن قائمة أصدقاء المفضلبن لكنه لم يكن يستحق ذلك، لذلك أعده حيث كان من البداية.

فن التخلي فن حقيقي لا بد من تعلمه وبل يجب ممارسته بحق وحقيق .. مشاعرنا تبقى ملكنا ما لم ننثرها على الطرقات لكي تموت بين الاشواك او الاعشاب الضارة.

الصدق مع الغير هو الصدق مع المباديء والاخلاق ولا يوجد امكانية لان نتعايش مع ما يسبب لنا الضرر ولهذا علينا ان نخترق كل المستحيلات التي تحول بيننا وبين ما نريد.

ولكن يجب الا نتخلى عن التسامح، لن التسامح هو شيم الكرماء ويجب الا نتخلى عنه مهما كان ولنكن ممن يمرون على اللغو مرور الكرام لكي ينجو بأنفسهم من الوقوع في شرك الخبثاء

بسبب نقلتي إلى مدينة بعيدة جدا عن المدينة التي يعيش فيها جميع أفراد عائلتي فإن التواصل الدائم يشكل معضلة عظيمة في حياتي .

في بداية النقلة كنت انزعج لعدم مبادرة الناس واحساسي بالذنب يكبر عندما لا أجد الوقت لكي أتصل وأسال عن أخبارهم .

ولكن اكتشفت أن التواصل الدائم بشخص لا تراه إلا في السنة مرتين او ثلاث شبه مستحيل فأصبحت اسامح الناس لتقصيرهم.

وأقوم انا بواجبي حيت أتصل عندما أجد الوقت ويكون مزاجي يسمح للمجاملة .

ولكن لا أتوقع أي شئ منهم أقوم بواجبي فقط بالإتصال لأنه ليس من حقي أطالبهم بردة فعل فليس الجميع يهمهم الصلة هناك من يقولون يكفوني المجموعة التي اقابلهم دائما وغيرهم لا احتاجهم وهذا ما اكتشفته عندما انتقلت قبل ثلاثة سنين .

كيف أتقن فن التخلي ، وأكتفي بنفسي ، ولا أُصرّح بمشاعري لأحد ، وأظل بارداً ، ولا أحب أحداً إلا من هو صادق معي ؟

للأسف أن كل من نتعامل معهم بصدق نصطدم لاحقاً بحواجز برودهم ولامبالاتهم حتى تتورم جباهنا من المحاولة، نشعر أننا في كل مرة نحاول ترميم ما هو لن يعود، كمحاولة إحياء ميت لن يحيا مهما حاولنا .

هنا فقط لابد لنا أن نقدم على خطوة تعيننا على التخلي، فالتخلي المفاجئ قد يعقبه انتكاسة وعودة ككل شيء ندمنه في هذه الحياة وعندما نقطعه نظل نعاني من أعراضه الإنسحابية، لذلك أعتقد أن الإستبدال هو خير بديل حتى تستطيع الوصول إلى مرحلة الإستعداد التام للتخلي، استبدل الأصنام بقلوب حية، قلوب محبة تودك وتودها، تحدث مع من تهمه أحاديثك، واضحك لمن يقدر ضحكتك، وحاول التقليل من التواصل مع أولئك قدر الإمكان حتى تقطع تواصلك معهم نهائياً .

في هذه الأثناء درّب نفسك على الإكتفاء الذاتي، اكتب لنفسك وتحدث معها، نعم افعلها كالمجانين تماماً، فهذا ما أفعله وأشعر من خلاله بأريحية وخفة أكثر واستغناء عن كل البشر، أتحدث مع نفسي وأحاورها وأستشيرها وأتجادل معها ثم أعتذر منها وأتغزل بها، هذا ما أنصحك به، أن تصبح صديق نفسك .

ما الذي جعل صديقك أو ابن عمك أو أو .. بارداً هكذا !

تعودهم على وجودك بحياتهم هو ما يجعلك غير مرئي، في حين أنهم يبحثون عن أحد يهتمون هم لأجله ولا يهتم بهم وهكذا دواليك... يمكنك القول أن هذه طبيعتنا الإنسانية نميل لما لا نستحقه ونهمل ما نملكه بالواقع، فكلما زادت استحالة الحصول الشيء كلما زادت رغبتنا به.

كيف أتقن فن التخلي

بتقديسك لنفسك، بتذكيرك دائماً بسوء معاملتهم لك... أول خطوة هي ملء كل وقتك بأي عمل مهما كان تافه لكي تنشغل عن التفكير بهم... كما انشغالك باهتمامات أخرى تعود عليك بالنفع لا بالتجاهل وقلة القيمة.

ملاحظة: هذا الفن أنا بنفسي أريد تطبيقه ولكنني أنا هكذا بطبيعتي أهتم وأهتم حتى وإن كان الشخص لا يهمني أمره إلا أنني أهتم بمساعدة الغير أهتم أن أكون هناك عندما يريدون كتف أحدهم.

لعلنا خلقنا لنكون الجانب المعطاء في كل علاقة نخوضها وهذا ما يجعلنا نحن.

هنا يكمن الحد الفاصل

وهذه مهارة صعبة الإتقان ولكن النتيجة المحتملة تستحق المحاولة... وفقنا الله في اتقانها.

فى البداية يجب أن تنتبه لبعض الأمور الهامة فإتقان فن التخلى يأتى مع مرور الوقت حينما تدرك بأن هناك بعض المواقف أو بعض الأشخاص الذى يتم التغاضى عنهم فى الحياة، وذلك من خلال تحديد الأهم قبل المهم فى حياتك، ولكن أولاً يجب بأن تقوى ثقتك بنفسك، ويكون عندك الرضا النفسى فى تقبل شخصيتك بما فيها من عيوب أو مميزات، وأيضاً معرفة العيوب التى تحتاج إلى تطوير والبدء فى تطويرها، أما بالنسبة إلى مصارحة مشاعرك للأخرين فمهم جداً إختيار الشخص المناسب الذى يستحق ثقتك وصراحتك لأنه ليس مجرد معرفتك بأى شخص تكفى بأخباره بمشاعرك وتفاصيل حياتك، ومنذ زمن كنت أفعل هذا ولكنى وجدت نفسى غلطان فى مشاركة مشاعرى للأخرين فليس كل الناس تستحق ذلك، وبالتالى تعودت على عدم المشاركة إلا مع أشخاص معينين، وليس الهدف بأن تحب شخص أو تكره شخص، ولكن الصح يتم بالتعامل مع كل شخص بالمعاملة التى تناسبه هو فقط.

الانسان اجتماعي بطبعه، فمهما ظل يظهر بأنه لا يهتم وانه يستطيع ان يكتفي بنفسه الا انه لن يستطيع النجاح في ذلك فهو يحتاج لمن يبوح لهم بمشاعره.

ولكن لحظة عندما يفقد الشخص ثقته فيمن حوله هنا يمكن ان يلجئ الى الكتابة لتعبير والبوح.

فن التخلي هو تجربة لسنين وأعوام حتى يستطيع الفرد النجاح فيها، لكن الاهم في ذلك ان يدرك الفرد بأن واثقفا من نفسه وقادرا على مجارات هذه الحياة وحده.

لا بد أنه هناك من أرسل لي ، ثم تجد أنه لم يعبرك أحد أصلاً ، فتضطر أنت للبحث عن أقربهم وإرسال رسالة له

هذا يحدث كثيرًا ولا أظن أنك الوحيد، الأمر محبط جدا ويجعلك تشعر بالسوء حيال نفسك وذلك السوء يجعلك تتصرف مع نفسك بشكل قاسي ومجحف، لذلك عليك أن تتقبّل أولا الوضع ثم تبدأ في الحلول، لكن قبل ذلك دعني اسرد عليك قصة

قرأت ذات مرة قصة لجدة سعودية توصي حفيدتها وتقول لها من يصبر على عدم السؤال عنك لثلاثة أيام سيصبر شهر ومن يصبر شهر يصبر سنة وهذا لست بحاجته، بمعنى لا تكن المبادر في السؤال دائما هذه ليست أنانية أو حيلة لكنها تحميك من الوصول إلى ما وصلت إليه.

كيف أتقن فن التخلي ، وأكتفي بنفسي ، ولا أُصرّح بمشاعري لأحد ، وأظل بارداً ، ولا أحب أحداً إلا من هو صادق معي ؟

الحل ليس في البرود ولا حتى في إنكار مشاعرك وكبتها، تذكر أننا كتلة من المشاعر فلا تتعامل مع نفسك كآلة وتوقف كل شيء دفعة واحدة

عليك أن تبدأ بالاكتفاء بنفسك لكن لا يعني حذف الآخر وانما وجوده جميل وغيابه لا يضر

ولا تكبت مشاعرك لأن ذلك سيؤذيك على المدى البعيد، حينما تحب الآخرين ليس بالضرورة أن يكونوا صادقين، لكن أنا أقول دائما أن الحقيقة تتسرب حتى ولو كان تواصلنا على الانترنت، تغير الآخر معنا يكون واضحا لذلك كل ما علينا هو الانتباه لتلك العلامات وأن نتصرف قبل أن نصل للوم النفس وجلدها.

جاء جبريل - عليه السلام - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس.

 قوي ايمانك بالله وناجي ربك فالبشر لا يدومون تحلى بالايمان وتذكر انه الذي يبقى معك للأبد الكل سيرحل لأتفه الاسباب

إلا ربك مهما اخطأت ومهما أسأت بابه مفتوح ..

تفكر في قدرته على احتواء ألمك ووحدتك وسأله الرفيق الصالح


أفكار

مجتمع لتبادل الأفكار والإلهام في مختلف المجالات. ناقش وشارك أفكار جديدة، حلول مبتكرة، والتفكير خارج الصندوق. شارك بمقترحاتك وأسئلتك، وتواصل مع مفكرين آخرين.

85.4 ألف متابع