من ألعابي المُفضَّلة مع أصدقائي، هي لعبة الميل والإتّكاء في الصور. فحينما أرى رجلًا تميلُ لغة جسده نحو أنثى في صورة، وهي مُستقيمة القامة، أتّهمه بأنّه مُحتاج لها، كثير التعلِّق والرغبات.

وحينما أرى رجلًا مُستقيمَ القامة في الصور، تميلُ نحوه زوجته، أشعرُ بأنَّه المُتحكم، وهي المُحتاجة، كما ترون في هذه الصورة.

رُبما لهذه اللعبة أصل في علم النفس، فقد قرأت في بحثٍ علمي، أنَّك عندما تميلُ نحو شيء ولو لبضع سانتيمات، فأنت تُفعِّل أجزاء من الدماغ لها علاقة باتخاذ القرارات والتصرِّف عنها، فالميلُ نحو الشيء يسبق عادة القيام بحركة أو تصرَّف، كما لو ملتَ نحو حقيبة تمهيدًا لحملها.

لهذا ينصحون عادة، إذا أردتَ أن تُبيِّن لصاحبك أنَّك مُهتم بحديثه، فمِل نحوه، سيؤشِّر ذلك عنده أنّك تحترم ما يقول، لدرجة استعدادك للقيام بفعل بناءً على كلامه.

كذلك الحال عندما تنفرُ وتميل عن شخص أثناء حديثه، أنت تُوحي له أنَّك لا تحبُّ شيئا من كلامه.

لكن الميل عن الأشياء والنفور منها قد يكون مُفيدًا في بعض الأحيان، خصوصًا في رسم الحدود واستعادة السيطرة.

فمثلًا ينصحون عندما تتحدَّث مع مجموعة وتخسر سيطرتك في الحديث، ويجري النقاش إلى ما لا تُريد، أن تعود للوراء لبضع خطوات، ثمَّ تبثُّ حديثك الجديد وأنت أكثر سيطرة.

هذه الحيلة النفسية أيضًا مفيدة حينما تشعرُ أنَّ ما تقوم به من عمل أصبح صعبًا، وزادك توتّرًا، فيُنصح أن تعود عن كرسيك للوراء قليلًا، هذا سيُشعر عقلك بأنَّه يأخذ مساحة ويفترق قليلًا عمّا يُسبب له الهمَّ والتوتر.