المدي البعيد هو باختصار شديد ، هي الشجرة التي وضعت بذرتها في أرض منذ 10 سنوات .

لكن المدي الذي اريد ان اتكلم عنه هو البعيد المظلم الذي يجهله البعض ، من مر عليه العمر و هو يعيش اليوم دون تدبير او إدراك للنتائج المترتبة لكل فعل .

عندما اريد ان اذهب الي المدي البعيد عند الاخرين ، اذهب الي المشفي , هناك أري من يتعذب و يصرخ من شدة الألم ، ما بين تلك الصرخة و السبب ، يوجد مدة زمنية قد تصل الي 20 عام حيث كان يضع مكعبات السكر واحد تلو الآخر في مشروبه و تلذذ بمشاهدة غرق المكعب حتي يصل الي اسفل الكوب .

في هذا النحو يصدفني احد يقوم بالافعال المهلكة يجن جنوني وقتها ... حتي يعجز لساني عن الوصف بكلمة واحدة ، بنسبة لي قد عرفت ماذا سيحدث ان استمر في ذلك و لكن في المقابل هو يري ان الجميع يفعل ما يفعله و ينعمون بحياة و صحة جيدة و لا يحدث لهم شئ .

ردي عليهم كا المعتاد ، هناك من ياكل امامك دون قيود و سعيد .. هذا هو الجانب المضيء الذي تره ،

و عندما يعود الي منزله قد يجلس علي كرسيه و يأخذ حقنة الانسولين الخاصة به و هذا هو الجانب الذي لا تره .

من وقت الي اخر اتناول الحديث مع من يدخن السجائر في محاولة ايقظهم فيها من غفلتهم و اذكرهم بالنتائج الغير مرغوبة ، منهم من يستجيب و يحاول و احاول معه ان يقلع و منهم من يأجل الامور الي اجل غير مسمى و يكمل في التدخين أثناء حديثنا حتي يخف من حدة الضغط و التوتر التي نبهت عنده مراكز الالم في رأسه ، يجب علي الجميع ان يعلم أن الان هو حصاد امس و في نفس الوقت هو حصاد غداً .. و سوالي هنا .

لماذا لا نذهب لحظة الي البعيد قبل القيام بي اي شي حتي و ان كان صغير و نري النتيجة و نعود مرة اخري ؟

المدي البعيد قد يكون حلم جميل ينتظرها البعض او كابوس تخاف ان تنام حتي لا يصل لك .