كثيرا ما يراودني هذا السؤال، كلما التقيت صديقا أو صديقة من المضربين عن الزواج وما أكثرهم في مصر والقاهرة خاصة، وعندما أتناقش مع أحدهم عن مضمون السؤال، يؤكد غالبيتهم أنهم فعلا سعداء بحالهم، وباختيارهم الإضراب عن الزواج بإرادة حرة، وكثيرا ما يكون الرد" انظر لحالك وحال غالبية أصدقائنا من المتزوجين .. هل تشعرون أنتم بالسعادة والرضا عن حالكم ؟"وبالطبع هو رد مفحم تماما ، وعندما يتطرق النقاش لأهمية أن يكون للانسان دور ومسئولية في حياته عن آخرين كالأبناء مثلا وهي سنة كونية لضرورة البقاء البشري في اطار التقاليد والأعراف الإجتماعية والدينية ، أستشعر غيوما علي وجوههم سرعان ما تزول مع ابتسامة تخفي مرارة الحزن ، وغالبا ما يكون الرد علي ذلك من أحدهم " خلاص فقدت الثقة في أنني أستطيع تحمل هذه المسئولية الكبيرة ، وفقدت الثقة أيضا في وجود من يناسبني من الطرف الآخر بالصفات والمحددات التي كانت سببا في ما أنا فيه إلي الآن وأول هذه المحددات الثقة في عدم وجود ماض لمن أرتبط بها مازال أثره باقيا فيها ، فمن تروق لي لا أروق لها ، وإذا حدث التوافق الشكلي والنفسي نفترق عند الاختلاف علي المسئوليات والتجهيزات والقيادة وخلافه، لأن من تصل لهذا السن بلا زواج تكون شخصيتها غالبا عنيدة ويصعب السيطرة عليها بعد أن تأصلت طباعها صعبة الترويض "
** المضربات :"لم نجد إلا المستغلين والمغالين وأصحاب العلل والعقد النفسية "
أما غالبية ردود الزميلات والصديقات المضربات عن الزواج، حول مدي سعادتم باختيارهم الارادي خصوصا وأن غالبيتهم جميلات بمقاييس الجمال ويعملن في مهن مرموقة فيكون الرد غالبا :" لم أجد من يناسبني بأقل المواصفات التي وضعتها مقياسا للشخصية التي يمكن أن أرتبط بها ، فكل من يتقدمون لخطبتي لو كان عمرهم مابين ال35 والـ40 عاما أو أكثر ولم يتزوجوا من قبل ، تكون لديهم عقد ومشاكل نفسية أغلبها يرتبط بالشك وعدم الثقة في النفس أو الطرف الآخر ، وإذا كانوا أرامل أو مطلقين يضعون رعاية أبنائهم من الزوجة الأولي أولوية علي أي شيئ وإذا لم يكن لديهم أبناء يتصورون أن وصولي لهذا السن بدون زواج، يجب أن أدفع ضريبته بالعديد من التنازلات ، وبعضهم يطلب توفير الشقة أو مكان الزوجية!! وعلي هذا الحال بقية النماذج ، فهل أرتبط بأحد من هؤلاء وأنجب أطفالا ينضمون لقائمة المشردين بعد عام أو اثنين، أم البقاء علي حالي هذا أفضل من لقب مطلقة ؟!!"
ربماكانت مبررات نماذج الأصدقاء التي رويتها في السطور السابقة ، عن سبب اضرابهم عن الزواج و تأكيدهم أنهم أكثر سعادة من المتزوجين ، تدعمها احصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء في مصر والتي جاءت في بيان الجهاز في 8 مارس الماضي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وتشير الإحصائيات إلي ارتفاع معدل الطلاق في مصر خلال عام 2020 حيث ارتفع عدد حالات الطلاق المشهرة إلى 221194 حالة مقارنة بعام 2019 حيث كان العدد 205387 حالة طلاق، وتؤكد احصائيات الجهاز أن عدد غير المتزوجين في مصر فى الفئة العمرية مابين 40 و75 عاما بلغ 760.9 ألف شخص، منهم 429.934 ألف رجل، بنسبة 56.5%، و330.965 ألف أنثى،وتشير الإحصائيات إلي ارتفاع نسبتهم في المدن والمناطق الحضرية عن الريف ، وهي بالفعل زيادة مفزعة ، ربما تغذي فكرة الاضراب عن الزواج والسعادة بهذا الوضع ، الذي خلق حالة من التلاسن بين الجنسين في وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث دشن عدد من الشباب حملة باسم "خليها تعنس" تدعو لمقاطعة الزواج، وردت الفتيات بحملة مضادة تحت مسمي "ربنا نجاها نوسة"
فما رأيكم وتجاربكم أصدقائي في هذا الأمر ، هل اختيارهم الإضراب عن الزواج اختيارا صحيحا، وهم فعلا أكثر سعادة وحرية من المتزوجين؟.. وكيف يمكن تغيير وجهة نظرهم في الزواج ؟
التعليقات