واحد من أهم المعضلات التي نواجهها كبشر هو مواجهة ظروف لا نرغب في مواجهتها، والغالب على البشرية هو بحث كيف يمكن أن يغيروا من أوضاعهم، كيف يمكنهم تحسين حياتهم ماديًا ومنعويًا، لا أحد سيرفض أن ينتقل لبيت أفضل أو وظيفة أفضل أو حال مادي أفضل، لكن هذا ينطبق على الذي يمكننا تغيريه وبالفعل نسعى لتغييره. ماذا عن الأشياء التي لا يمكننا تغييرها؟ هل يجب أن نتحملها؟
عند قراءة هذه العبارة فكرت كثيرًا ترى ما الذي قصده الكاتب اللاتيني بوبيلوس؟ ما هي تحديدًا حدود تحمل الإنسان؟ بل هل يجب أن يجبر الإنسان على تحمل أي ظرف أصلًا؟
أنا عن نفسي افكر أن الإنسان ليس مجبرًا على تحمل شئ داخليًا أو خارجيًا، لكنه يجب أن يسعى للتغيير الدائم لهذه الظروف التي لا يتحملها، فقط نحن نقوم بحساب تكاليف هذه التضحيات إيجابيًا وسلبيًا.
على سبيل المثال عندما يكره الانسان عمله فإنه بالفعل سيسعى لتحمله، لكن هناك قلة قليلة من البشر هي التي ستخطط للاستغناء عن العمل الذي لا يريحها وتقوم بتركه والبحث عن آخر، ربما بسبب الكثير من المسؤوليات، ربما بسبب الخوف من عدم وجود وظيفة أخرى، ربما بسبب الرغبة في استمرار التحصيل المادي، كلها أسباب قد تعيق الإنسان عن السعي للتغيير فتضطره لتحمل ما لا يجب أن يتحمله أحيانًا. لكن الرضوخ لهذه الأسباب يعني أن الانسان سيظل في منطقة يشعر فيها بالتقييد واستمرار الخضوع للأشياء التي لا يريدها! وهذا يعني البقاء في منطقة لا يتطور فيها أبدًا وتهزمه الأسباب والظروف ولا يهزمها.
التعليقات