مرحباً يا أصدقاء حسوب مجدداً !

"أنا فاشل في الحديث" .. غريب كيف ينتشر هذا التصريح بين الكثير من الأشخاص بالأخص بين من يعملون في مجال الكتابة، وكأن الكتابة هي بمثابة بوابة هروب من مأزق خذلان اللسان، ولكن جميعنا نتحدث منذ الصغر ولدينا مخزوننا اللغوي الكافي من الكلمات التي بإمكانها التعبير عنا في أبهى صورة، الكلمات ذاتها التي نستخدمها في التعبير أثناء الكتابة .. فما بال ألسنتنا وعجزها ؟

تمر علينا تعليقات على تصريحات بعض الشخصيات المشهورة من أمثال "لو أنه صمت و بقي في مجاله لكان أفضل له"، وكأن ذلك اللاعب لا يجيد غير لعبته أما الكلام والتصريح فله أناسه .. حتى ذلك الكاتب فهو يكتب كلاماً ثرياً ولكن حديثه محض ترهات، فهل الكلام مهارة وفن ينبغي تعلمه أم أننا بصدد مشكلة حقيقية في التواصل يعاني منها أفراد المجتمع ؟

عندما أتحدث، أشعر أن مشاعري تتآكل وتتناثر مع كل حرف أنطقه، وبعد أن أنهي حديثي أشعر أن نصف ما أردت البوح به ما زال مستتراً بداخلي، وأن ما تفوهت به يعج بالفراغ البعيد عمّا أشعر وأفكر به، حينها تحتدم العداوة بيني وبين لساني، تلك العضلة التي تتحرك بلا وصول، وتتوقف عندما يجب أن تقول، وتستدعي الزلّات بلا خمول .

عندما أكتب .. مهلاً لن أفصل أكثر في هذه النقطة، فلعلها من النقاط التي تناولتها بشكل مسهب من قبل، فالكتابة خير وسيلة لأفهم بها نفسي وليفهمني من حولي، بقلمي أكون المتحدث اللبق أما بلساني فيال فقر حديثي !

كيف نتعلم فن الكلام برأيكم ؟، وهل يستدعي منّا الأمر إعداد قائمة بالعبارات والردود المحتملة قبل أي لقاء ونحفظها قبل أي عملية تواصل مع أحدهم كما يفعل البعض في الأعياد والمناسبات ! 

ماذا عن سرعة البديهة، كيف يمكن اكتسابها ؟

المساحة لكم يا أصدقاء لوحة المفاتيح .