كنت اعمل في مكان ما وكان صاحب المشروع دكتورًا في الجامعة، في عدة مواقف وتعاملات لاحت أنه يحمل طلابه العديد من العبأ ويصفهم بأنهم قليلو العمل ويرغبون في النجاح بلا تعب، وقد حكى في أحد المرات التي يتحدث فيها عن المعاناة التي خاضها عندما كان طالبًا هو الآخر.
في الحقيقة بعد بعض التعامل معه وجدت أنه لا يحمل شفقة أو تعاطف تجاه غالبية الناس لأنه يرى أنهم لا يبذلون جهدًا كفاية كما بذله هو في الماضي، وأن رد فعله تجاه الطلاب كان هو الرغبة في وضع نفس العقبات والأعباء التي وضعت عليه أثناء كونه طالبًا أو ربما حتى أكثر منها.
لاتفاجأ بعدها أن الأمر لا يخصه فقط، هناك نظام مجتمعي كامل لا يتعاطف مع الذين فشلوا في شئ ما، هناك دكتور الجامعة مثل الذي تحدثت عنه، وهناك مثلًا الجار الذي سيخبر أباك أنه مرفه بمعاملته الجيدة لك، وهناك النساء الذين يخبرون أزواج نساء أخريات أنهن يتدلعن أو يبالغن في تهويل الألم، وهناك والدك نفسه الذي سيقول أنه في سنك كان ربما رائدًا للفضاء.
نظام مجتمعي كامل ينتظر وقعة واحدة فقط لأي شخص ليخبره كم أنه كسول مقارنة بعمه، وثرثار مقارنة بخالته، وعديم الخبرة مقارنة بخاله، الكل ينتظر لحظة ما ليقارنك بنفسه وأنك لابد أن تكون فعلًا قليل النفع وفاشل مقارنة بهم وأنك غير جدير بالتعاطف من قبلهم!
التعليقات