لقمان الطبيب كان أمهر أطباء عصره .. و مساعده كمون تلميذ نجيب .. و التلميذ قد يتفوق علي أستاذه .. و قد يتمرد عليه .. و قد يدعي التلميذ بأنه أفضل من أستاذه .. لذلك قرر لقمان أن يعاقب تلميذه المغرور .. فقال له : يا كمون أنا أفضل أم أنت؟ .. قال كمون : أنت كنت الأفضل .. قال لقمان : صور لك غرورك انك انت الأفضل إذن ما رأيك أن نجري تجربه حتي تعلم من الأفضل .. قال كمون : و ما تلك؟ .. قال الطبيب : أصنع لك سماً و تصنع لي سماً و من عاش منا فهو الحكيم .. قال كمون : من يبدأ منا؟ .. قال : ابدأ انت .. إستدعي كمون كل ما تعلمه من أستاذه و صنع سماً ظن أنه يقتل لقمان .. و لكن لقمان يعرف كل ما يعلمه كمون .. و اللي مربي قرد يعرفه .. فصنع لقمان ترياقاً لنفسه و لم يقتله سم كمون .. ثم وعده أن يجهز له سماً بعد أسبوع .. جاء كمون بعد أسبوع .. و لكن لقمان تعلل بأنه مشغول و طلب منه أن يمهلة أسبوع ٱخر .. و كلما جاء كمون طلب لقمان مهلة أخرى .. و هكذا أسبوع بعد أسبوع حتي نحل جسم كمون و زهد في الطعام .. ثم مرض و مات .. مات بالسم .. و لكنه ليس سم لقمان .. إنه سم صنعه كمون بنفسه لنفسه .. إنه سم القلق و الإنتظار.

حكاية أخري سمعتها من أحد حراس المرمي أنه في كل مباراة كان يصيبه القلق و التوتر .. و أن قلقه هذا يجعله يخطيء كثيراً .. حتي يدخل مرماه أول هدف .. فيزول قلقه و لا يبالي بعدها .. فقد شرب سم لقمان الذي ظن أنه يقتله .. و لكنه أكمل المباراة و قد يفوز في نهايتها.

و كل منا له حكاية مع إنتظار المجهول .. و الخوف منه .. حتي أننا نعيش أيامنا بين إنتظار و إنتظار .. فتمضي أعمارنا و لا نحياها .. و قد قال المثل " وقوع البلاء و لا إنتظاره " .. فلا تنتظر سم لقمان .. و لا تخشي أن يدخل مرماك هدفاً .. و لا تفسد حياتك بسم القلق ..فإنها أقدار و ٱجال .. و لا يجري شيء في هذا الكون إلا بقدر الله.