الساعة الذكية والساعة الحائطية
على جدار المكتب، كانت ساعة الحائط الكبيرة تراقب الغرفة بصمت. عقاربها تدور ببطء، لا تهتم كثيرًا بمن ينظر… فقط تواصل أداءها القديم بثقة لا تتزعزع. على الطاولة، بجانب شاحن أنيق، استراحت ساعة ذكية صغيرة، يلمع شاشتها كل بضع ثوانٍ، تعرض عدد الخطوات، معدل ضربات القلب، إشعارًا برسالة، ثم تحليلًا لجودة النوم. قالت الساعة الحائطية بنبرة هادئة: "كنتُ أذكّرهم بالوقت… لا أُطاردهم به." ردّت الساعة الذكية بفخر: "وأنا أساعدهم على استغلاله! أُحصي كل شيء، أنبّه، أُرشد، أتابع…" ابتسمت الساعة الحائطية بهدوء: "لكنهم صاروا لا يعيشون اللحظة… بل يراقبونها وهي تمرّ." سكتت الساعة الذكية للحظة، ثم قالت بصوت خافت: "أحيانًا… أظن أني جعلتهم يركضون خلف كل دقيقة، حتى نسوا لماذا بدأوا." في الجدار، دقّت الساعة الحائطية: دقّة واحدة، بلا إشعار، بلا تحفيز، بلا هدف. ثم تمتمت: "أدقّ لأذكرهم… أن الوقت لا يُراقَب، بل يُعاش."
التعليقات