طرحت زميلتنا عفاف @AfafMnayhi موضوعا للنقاش منذ أسبوع تقريبا، تحدثت فيه عن قدرتنا على تحقيق أحلامنا وخصوصا مع تقدم العمر
واستمر النقاش بيننا حتى وصلنا للسؤال الذي أطرحه للنقاش اليوم.
ماذا لو كان لديك حلم؟!
مثلا أردت أن تصبح مهندس يوما، ولكنك لم تنجح في ذلك، هل سيأتي عليك يوم، وتجعل فيه إبنك يكبر على نفس الحلم؟!
في البداية أشكرها على طرحها لهذا التساؤل، فقد فتح الآفاق لنقاش جديد، وأعتقد أنه مهم ومثمر بإذن الله، ولذلك فضلت أن أطرحه للنقاش بشكل منفصل في مساهمة مخصصة.
بالتأكيد لكل منا أحلامه وطموحاته، أفكاره ورغباته، بعضها يكون قابلا للتحقيق في كل وقت، وبعضها يكون مقيدا إما بوقت معين، أو بعدد سنوات معينة.
ربما ليست كل الأحلام قابلة للتحقق، فمثلا كطالب مصري، لا يمكنك أن تحقق حلمك بأن تصبح طبيبا بعدما التحقت بكلية التجارة مثلا، لأنه لا يسمح لك بإعادة الثانوية العامة أصلا، إن كان مجموعك لا يسمح بالدخول، وحتى لو كان مجموعك يسمح بذلك، فلديك عدد سنوات معينة يسمح لك فيها بالتحويل، وبعدها يغلق الباب – لست متأكدا من هذا القانون الأخير ولكن تحدثت عنه زميلتنا نجلاء @NaglaaFawzi في مساهمتها –
بعض الأحلام تكون فيها مرونة أكبر، يمكن تحقيقها في أي وقت، مثل أن أصبح رائد أعمال مثلا، أو أن أمتلك قدرا معينا من المال، أو أن أسافر إلى بلد معين ... إلخ.
المشكلة هنا عندما لا نتمكن من تحقيق أحلامنا بأنفسنا، هناك نماذج لعديد الآباء والأمهات بذلوا كل ما هو غالي ونفيس من أجل أن يحقق لهم أبناؤهم تلك الأحلام التي عجزوا عن تحقيقها يوما.
أذكر أن زميلا عزيزا لي كان متفوقا في دراسته دائما، وفي السنة الأخيرة من الثانوية العامة أجبرته والدته على عدم إكمال الإمتحانات وإعادة السنة بكاملها لأنه لم يكن موفقا في مادة الأحياء، وأصبح من الصعب أن يحصل على المجموع الذي يؤهله للإلتحاق بكلية الطب – كما كانت تتمنى هي - ، لقد وصل الأمر إلى قولها :
"إن لم تلتحق بكلية الطب فلن أسامحك ما حييت!!!!!!!!!!!"
ونزولا إلى رغبة والدته، لم يكمل الإمتحانات فعلا وعاد السنة كاملة، وبالفعل إلتحق بكلية الطب.
ربما هو لا يعاني من مشاكل مع دراسته، وصراحة لا أدري كيف مر هذا العام عليه، ولكنه مر على أي حال.
كيف ترون هذا الموقف، هل والدته محقة في فعلها هذا؟
وماذا عنك أنت، هل من الممكن أن تربي أبنائك، ليحققوا رغباتك الشخصية في الحياة؟
التعليقات