تكثر المناوشات والسجالات بين محبي الصيف ومحبي الشتاء كل عام، وبخاصة في ذروة الفصلين؛ فنجد محبي الصيف في ذروة الشتاء من بردٍ وأمطارٍ في شهر يناير، يلقون الحُجة على محبي الشتاء اللذين لا يستطيعون الخروج من بيوتهم في هذه أجواء قارسة البرودة. ثم نجد محبي الشتاء في ذروة الصيف في شهر أغسطس، يجادلون بالدلائل محبي الصيف اللذين يتصببون عرقًا من شدة الحر. ولكن تناول الفئتين للموضوع يكون بعيدًا عن قضية الإنتاجية والعمل، فأيهما تُفضلون برأيكم من حيث هذين المعيارين؟
رأي شخصي
إنني أمتلك رأيًا لا أظنه شائعًا، ولا أظن أن داعميه كثرٌ، ولكني أرى إنتاجيتي تكون أعلى في فصل الصيف، لذلك فأنا أُفضِّلُ الصيف! من النواحي الآتية:
سهولة في الاستيقاظ
إنني بالشتاء أبذل مقاومةً وجهدًا كبيرًا في الاستيقاظ؛ من حيثُ رفع الغطاء من على جسدي والنهوض للعمل؛ فلا يختلفُ أحدٌ أن الغطاء بالشتاء وشعور الدفء بالسرير هذا يكون شيئًا ماتعًا من الصعب التخلي عنه. أما في الصيف فأجدني لا أجد صعوبةً في النهوض من السرير لأستقبل مهام وأعباء يومي.
نشاطٌ أكبر
إن أمر الجلوس على المكتب المُخصص للمذاكرة بالنسبة للطلاب -وكذلك كنت أنا- في الأجواء الباردة، لهو أمرٌ صعب؛ إذ أجد طلابًا ليسوا بقليلين، يلجؤون إلى المذاكرة بالسرير! ولكن هذا شيءٌ سلبيٌ جدًا ولا يُحصّلُ إنتاجية جيدة في الاستذكار؛ لأنه قد أثبتت الدراسات أن ذهننا مُبرمج ومعتاد على أن السرير يعني مكان نوم، وليس مكان دراسة وتحصيل، فلذلك نجد بعض هؤلاء الطلاب لا يلبثون أن يشعروا بالنعاس وفقدان التركيز، ولعلهم يستسلمون للنوم وترك ما في أيديهم من دراسة! ولكن الأمر بالصيف نقيض ذلك؛ فلا يجد المرء صعوبة في حمل نفسه على الجلوس على المكتب أو الطاولة المُخصصة للدراسة، فيُعزز ذلك من تركيزه وتحصيله الدراسي.
انسيابية مرورية
لا شك أن المطر خير بشكل عام، ولكني سأخص بالذكر أمرًا مُصاحبًا لسقوط الأمطار بغزارة، وهو تعطل المرور بالشوارع بسببها، فأجد صعوبة في الإياب من عملي إلى منزلي، مُضيّعًا وقتًا لا بأس به في ازدحام الطرق بسبب الأمطار. أما في الصيف فلا يحدث مثل ذلك، ويكون بالإمكان استغلال الأوقات بالعودة والذهاب من وإلى العمل في وقت أقل، وذلك إذا ما قورن بما يكون الوضع عليه وقت سقوط الأمطار بالشتاء.
نهار طويل
إنني لست مِنْ مَنْ يقلبون النظام؛ بأن يناموا نهارًا ويعملون ليلًا، ولكني لا أستطيع العمل إلا بالنهار، ويكون الليل بالنسبة إليّ وقت راحة. فلأجل ذلك أجد ضالتي في الصيف من متسع أكبر من الوقت للعمل.
ما ذكرته من أسباب، إنما هي أسبابٌ من منظوري الشخصي، نظرًا لطبيعة عملي المكتبية، فلا أواجه عناءً من العمل في أشعة الشمس، كالذي يلاقيه من تكون طبيعة عملهم في الخلاء أو المصانع أو غيرهما. ولعلي ألقى آراء مغايرة كثيرة من محبي الشتاء، واللذين أعترف أنهم كُثْرٌ بالمناسبة.
في أي الفصول تجد إنتاجيتك أعلى؟ ولماذا؟
التعليقات