لماذا لا نهتم برياضة العقل كما نهتم برياضة الجسم؟

تذكرتُ في صغري ،عندما كان أجمع الصحف وكانت هناك كلمات معينة نقوم بتجميعها لحل مسائل معينة .

كنت أستمتع به في شكل كبير .

نعم لعبة الكلمات المتقاطعة كانت ومازالت ممتعة للغاية، وتحفزنا على البحث عن المعلومة، وكثرة السؤال حتى نصل إلى الحل الصحيح..

أيضَا تطبيقات الهاتف الذكي ، يوجد بها الكثير من التطبيقات الترفيهية التي تحتوي على أسئلة الذكاء والألغاز المختلفة ، لكن في الوقت الحالي لربما الأمر إختلف ، فلم أعد أولي إهتمامًا بمثل تلك الألغاز للأسف .

أشرتِ إلى نقطة غاية في الأهمية يا هدى؛ حيث أن هناك عددًا كبيرًا من تطبيقات الهاتف التي توفر التمارين الذهنية وحلولها، وقد كنت أستخدم بعضًا منها في السابق، وأنوي أن أعود لاستخدامها من جديد إن شاء الله..

ولكن لماذا توقفتِ يا هدى؟

وهل تعرفين اسم تطبيق مناسب من هذا النوع حتى أحمله على هاتفي؟؟

في الحقيقة وقبل كل شيء شدني العنوان وأردت أن أخبركِ أن ثقافة رياضة الجسم ليست منتشرة بمعناها الصحيح إلا بين القلة القليلة، فالذين يمارسون الرياضة البدنية منهم شريحة كبيرة تريد أن تنقص من وزنها.

بالفعل هناك تقصيرًا عامًا في مجتمعنا سواء في الرياضة البدنية أو في الرياضة الذهنية، ولكن الأولى على الأقل متعارف عليها وليست غريبة على الأسماع..بعكس الرياضة الذهنية فقد يعتبرها البعض مصطلحًا جديدًا، أو غير دارج، كما أن فوائدها قد تكون غير معروفة في كثيرمن الأحيان..

ومن هذه النقطة ننتقل إلى صلب الموضوع وهو الرياضة الذهنية، وماذا عنا؟ شخصيًا مرت فترة في حياتي كنت فيها محاطة بمجموعة من الناس لا تحسن سوى الشكوى، وبالطبع تأثرت، ثم وبفضل الله الآن أنا محاطة بالكثيرين ممن يأخذون بيدي ويشدون عليّ حتى أقرأ وأثقف نفسي.

وفقك الله يا فاطمة وسدّد خطاكِ عزيزتي..

تعلمت الشطرنج وعلمتها لطفليّ الصغيرين وألعب معهما وأتجنب اللعب مع زوجي لأني لا أفوز أبدا.

جميل جدًا أن تعلمتِ الشطرنج والأجمل أنكِ علمتِ أولادك اللعب به ما شاء الله..

أما بالنسبة لعدم لعب الشطرنج مع زوجك..فلمَ لا تتعلمي منه الحيل التي يستخدمها، أو تتعلمي بعض الحيل من خلال الإنترنت حتى تفوزي عليه؟؟ 😁

عذرًا يا فاطمة أضفت الرد كمجهول في حين أنه أنا من رد 😁

من الملاحظ أننا نمارس مثل هذه الألعاب في صغرنا أكثر، أتذكر عندما كنت في المرحلة الإبتدائية كنا نستغل الفواصل الزمنية في الحصص الدراسية لنتشارك معا بعض الفوازير، أو الألعاب الذهنية

أتذكر من أشهر هذه الألعاب X-O و لعبة Connect 4..

لازلت أمارس لعبة الشطرنج مع أصدقائي حتى الآن ولكن يكون ذلك على فترات بعيدة، كما أنني بحكم دراستي بالماجستير، فأنا أدرس الذكاء الإصطناعي والبرمجة وكما هو معلوم طبيعة تلك المواد وأثرها.

بالفعل أرى أن البرمجة في حد ذاتها من العلوم التي تقوم بدور هذه الألعاب..

كثيرا ما تمنيت أن يتم تعميم مثل هذه الألعاب في مدارسنا وجامعاتنا!

أتفق معك كثيرًا؛ فلماذا لا يُخصص لها حصة أسبوعية مثل حصة الألعاب والرسم مثلًا..

ألا ترى أن مثل هذه الحصص إن تمت إضافتها بشكل ثابت إلى الأنشطة المدرسية، وخاصة في مرحلة الطفولة، ستساعد كثيرًا في اكتشاف مواهب وميول الأطفال؟

منذ طفولتي وأنا أُحب السودوكو، كنتُ أستمتع بحلها قبل البدء في المذاكرة، وكنتُ أشعر بفارق فعليًا وكأنها تُحمسني وتُعطني قوة دفع وتُنشط عقلي وتجعلني أكثر تركيزًا، مؤخرًا اكتشفتُ أنني أُحب البازل - Puzzle وإلى جانب استمتاعي به أشعر أنه يفعل نفس ما تفعله السودوكو أيضًا، وينمي لدي التركيز.

أحب البازل كثيرًا ولكن لم ألعب السودوكو من قبل وأريد أن أتعلمها جدًا في الحقيقة..

وأتمنى يومًا ما أن اتعلم الشطرنج، هل لديكِ تجربة معها؟

نعم أنا أعشق اللعب بالشطرنج، وكنت ألعبه على فترات مختلفة من عمري، حتى أنني في فترة من الفترات لم أجد من يحبه ويلعب معي به، فكنت ألعب مع جهاز الحاسب الآلي نفسه، وكنت أختار المستوى الذي أريده من حيث مدى صعوبة اللعبة، وبالطبع كان الحاسب يفوز علي دائمًا 😅 إلى أن حفظت الحيل التي يستخدمها فصرت أفوز أنا أيضًا 😊وأرفع مستوى الصعوبة بعدها..وهكذا..

برأيك يا حفصة ما هي الطرق التي يمكن من خلالها نشر هذه الثقافة في مجتمعنا؟

حتى حينما كبرت كنت أحل مسائل الفيزياء كأنها لعبة، وأحاول التفكير فيها بإبداع، وإيجاد أفكار للحل.

ما شاء الله يا مي هذا جميل جدًا، وبالفعل مسائل الفيزياء أو المسائل الرياضية بمختلف أنواعها كانت غاية في المتعة..

لكن لم ألعب شطرنج من قبل. أود تجربتها للغاية!

هل يمكن تحميل لعبة شطرنج؟! أم ترين أن اللعبة على أرض الواقع أفضل؟

بالفعل يمكن تحميلها، وأنا شخصيًا كنت ألعبها مع جهاز الحاسب لفترة من الوقت، وقد كان اللعب ممتعًا، وإن كان أكثر صعوبة من اللعب مع شخص آخر ..ولكن بالطبع اللعب مع شخص آخر هو أكثر إمتاعًا الحقيقة..

لكن في حال عدم توفر ذلك؛ من الممكن أن تبدأي باللعب مع جهاز الحاسب أو جهاز الموبايل وتختاري مستوى اللعبة من حيث الصعوبة.. إلى أن تجدي الشخص المناسب للعب الشطرنج معه..

في اعتقادي مثل هذه النشاطات مهملة بيننا لعدة اسباب أهمهما انشغالنا بالعمل وحياتنا الاجتماعية.

أتفق معكِ وأعتقد أيضًا أنها مهملة لعدم وجود الوعي الكافي بأهميتها وفوائدها، وخاصة مع عدم اهتمام المُدرسين بها أو إدراجها ضمن الأنشطة المدرسية..

شخصيا أحاول ممارسة مثل هذه الألعاب بين الوقت والآخر ولو أنّ الوقت الذي أخصصه لها ليس كبيرا.

ما هي الألعاب التي تفضلينها من هذا النوع يا إيمان؟

ليس شرطًا أن تكون تمارين العقل على شكل لعبة معيّنة أو أسلوب محدد. فالأسئلة المتقاطعة التي كنا نهوى حلّها في آخر كل جريدة تعتبر شكلًا من أشكال تمارين العل. لعبة XO بشكلها البسيط ومربّعاتها الست كانت أيضًا من أشكال تماررين العقل.

هذا حقيقي جدًا يا سها، حيث تتنوع أشكال هذه الألعاب، ولكنها في النهاية تؤدي نفس الغرض؛ وهو تحفيز الذهن..وأنا شخصيًا كنت أهوى كثيرًا لعبة x-o و "أتوبيس كومبليت" ولعبة Connect 4

وتعتبر لعبة الكلمات المتقاطعة من أمتع الألعاب أيضًا بالإضافة إلى أنها تكسبنا الكثير من المعلومات العامة..

لكني أرى وأؤمن بشدة أنّ رياضة الجسم مقدّمة على رياضة الذهن وذلك لأنّ رياضة البدن هي من تهيّئ الطريق للفهم الجيّد وترفع نسبة الذكاء وقبل ذلك كله فالنوم الكافي يوميا هو سرّ النجاح في رياضة الذهن كما أن هناك أغذية معينة تزيد في ترويض العقل والفكر ، رغم أنّه لا يُشار إليها كثيرا بشكل واضح لكن لها دخل في زيادة وتطوير قدراتنا العقلية..

أتفق معك في نقطة أن رياضة الجسم تعتبر أهم من رياضة الذهن؛ وذلك لأن رياضة الذهن تُمَارس بشكل يومي دون قصد منا من خلال الكثير من الأنشطة، مثل الدراسة والقراءة والتصفح، ومزاولتنا لأعمالنا نفسها كالمحاسبة والبرمجة والكتابة..إلخ.

مما يساعد في الحفاظ على نشاط الذهن إلى حد كبير حتى لو لم نمارس ألعابًا معينة، وإن كانت ممارسة هذه الألعاب والتمارين الذهنية يساعد أكثر بكثير في تحفيز القدرة على التركيز والحفظ، والربط بين المعلومات، وإيجاد الحلول، وهذا ما لمسته بنفسي في الفترات التي كنت أواظب فيها على أداء مثل هذه التمارين، وخاصة تلك التي تتضمن إجراء العمليات الحسابية وحل المعادلات الصعبة..

كما أنه مما يدلنا عل أهمية رياضة الذهن؛ أننا نلاحظ أن من يواظبوا على حفظ القرآن الكريم ومراجعته بشكل دائم، يظلوا محتفظين بنشاط ذهنهم وحضوره مهما تقدم بهم العمر ما شاء الله..

هذا بالطبع غير الدور المهم جدًا لشرب الماء، وتناول الأغذية الهامة كالأسماك والمكسرات..إلخ، كما ذكرت أنت يا أحمد.

أما رياضة البدن فنحن للأسف لا نمارسها بالضرورة إلا إذا تعمدنا ذلك، حيث أصبحت معظم أنشطتنا اليومية نمارسها باستخدام السيارة أو المصعد، بالإضافة إلى الجلوس إلى ساعات طويلة أمام جهاز الحاسب..إلخ