إحساس رائع بكل تأكيد، ولحظة تنسيك ولو مؤقتا ما عانيته للحصول على هذه الأموال.
بعضنا حصل على أول دخل له في صغره وبعضنا حصل عليه بعد أن أنهى تعليمه بشكل كامل حيث كان متفرغا للتعليم ولم ينصرف لغيره حتى انتهت سنوات تعليمه الإلزامية.
كنت واحدا من هؤلاء، حيث أني طوال سنوات تعليمي الأساسي لم أتجه للعمل أبدا وكنت متفرغا للدراسة بشكل كامل في الصيف وفي الشتاء وبدون توقف.
بعد أن التحقت بالجامعة بدأت أفكر في هذا الأمر، لماذا لا أخصص وقتا للعمل الحر بجانب الدراسة، وركزت على يوم واحد أسبوعيا، حتى لا تتأثر دراستي وأحافظ على تفوقي الدراسي.
في هذا الوقت وفقني الله لجني بعض الأموال والحمد لله، ولكن ربما لم أكن أشعر نحو ذلك بالشئ الكثير، ففي النهاية أنا أعمل يوم واحد أسبوعيا، وطبعا لست ملزما بأي مصروفات مادية مطلقا.
بعد الزواج اختلف الأمر تماما، أذكر أن أول دخل حصلت عليه كان 800 جنيه مصري، ورغم أني في نفس تلك الفترة كنت أدفع ضعف هذا المبلغ كإيجار لسكني، ولكني كنت سعيدا جدا بهذا الدخل لأنه جاء بالكامل بإجتهاد شخصي، وبعمل مستمر طوال الشهر، لم أذق فيه طعم الراحة لا أنا ولا شركائي في العمل.
طبعا كحال أغلب الشباب كنت أعمل في أكثر من إتجاه حتى أتمكن من تدبير إحتياجاتي المادية، ولكني لا زلت أذكر تماما مشاعري عند إستلام هذا الدخل تحديدا، سعادة غامرة وفرحة لا توصف بأول مبلغ أقبضه في حياتي من عمل مستمر ودون توقف.
استمر هذا العمل قرابة التسعة أشهر ثم انصرفت وبحثت عن غيره، ولكن ظلت ذكراه معي حتى اليوم.
هل تتذكر ذلك الإحساس، عندما إستلمت المال نظير تعبك وجهدك، ما هو هذا العمل وهل لازلت مستمرا فيه حتى اليوم؟
التعليقات