لولا وجود القارئ ماكان هناك شاعرا أومؤلفا

فليس هناك خطيب دون مخاطب لإن ملذة التعبير لا يشعر بها المعبر إلا إدا أحسس رفيقه بملذة كلامه وأظهر له إعجابه بما سمع منه

فليس هناك من يكتب لنفسه لأن كل منا يعرف ما يوجد بداخله كل المعرفة ومتمعن فيه كل التمعن وليس في حاجة إلى أن يكتبه لنفيسه بل ويريد أن يطلع غيره عليه

كما يريد أن يضطلع عما بداخل غيره

فليس هناك من يعبر عما بداخله لنفسه.فلا يمكن لاحد أن يقرأ لنفسه بل لغيره لأن الغاية من التعبير عما بالداخل هي مخاطبة الأخر وليس مخاطبة الذات

حيث أنه كما أشرنا سابقا أن التعبير لا يكون له معنى أو طعم إلا إدا كان هناك مخاطب

ولا يكتمل طعمه إلا إدا شعر الخطيب أن رسالته قد وصلت المخاطب

وذلك ما بجعل إلانسان إجتماعي الطباع لأنه محب وعاشق للتعبير عن مشاعره وأفكلره ويحتاج لشخص أخر يسمعه ويحس به بدل نفسه التي لا ترغب في سماعه كونها تعرف كل مايريد أن يعبر عنه وليست في حاجة أن تسمعه

إدن فجاهل الشيئ هو من في حاجة للأضطلاع عليه أما عالمه فهو يحتاج فقط من يسمعه فيه

ووحدها الأشياء التي يمكن للأسان أن يفعلها مع نفسه دون مضطلع أو مستمع أو مشاهد هي الأمور التي لا تتضمن خطاب أو تعبير كالعمل أوإلابداع باستثناء الفن والأدب الذي لا بد له من متلقي