منذ عامين، كنت منشغلة بإعداد مذكرة التخرج. كانت المدة قصيرة، وزميلتي التي كان من المفترض أن تساعدني مرضت، فاضطررت لتحمّل العبء وحدي بين تجارب المخبر، والبحث، والكتابة. كنت في حالة لا أحب حتى تذكرها الآن: ضغط رهيب، قولون عصبي، هالات سوداء، بكاء مستمر، قلة نوم، ليالٍ بيضاء، عصبية، وقلق لا يفارقني. رغم نصائح المتخرجين السابقين لي أن أهون على نفسي، لم أستطع. حتى جاء يوم قررت فيه أن أكتب رسالة لنفسي أقرؤها يوم تسليم المشروع. كتبت فيها كل شيء: كل
كيف تقضي على التششت قبل أن يقضي عليك؟
يُعتبر التشتت ظاهرة من ظواهر هذا العصر، ويعاني منه الآلاف من الناس. وتتكرر كثيرًا أسئلة مثل: كيف أتخلص من التشتت؟ ما سببه؟ لماذا نتشتت؟ وغيرها. ما أسباب التشتت؟ يرجع التشتت إلى عوامل كثيرة قد يكون أغلب الناس على علم بها، وتُعدّ مواقع التواصل الاجتماعي المتّهم الرئيسي في ذلك. كيف لا، ونحن نتعرّض يوميًا لمئات الفيديوهات القصيرة، أو ما يُعرف بـ "Reels"، وقد يصل عددها إلى الآلاف. ننتقل من منصة إلى أخرى باحثين عمّا يُرضينا أكثر، أما الأخطر فهو محتوى هذه
إلى أنا التي في المستقبل..
إلى أنا التي في المستقبل أتدرين أنك سبب همي اليوم و ضيق صدري ، سبب حزني و جزعي ، جهلك هو ما يفزعني ، التفكير في النسخة التي ستكونين عليها يرعبني ، هل ستكونين أحسن مني و ياكربتي إن كنت أسوء مما أنا عليه . هل تراك ستخففين جراح الماضي و الحاضر ؟ هل ستعوضين دموعا سكبت في الليالي ؟ هل ستمحين سنين مضت من اللوم و العتاب ؟. اتراك ستكونين جزاءا لما أسعى إليه ؟ أم أنك ستكونين عقابا
لا زلنا بخير
تدهشنا الحياة عادة بلحظات مخالفة لما عهدناه ، تباغتنا من حيث لاندري ، فترجع كل الأمور داخلنا إلى نصابها و توازن أيامنا . فضفضة لشخص غريب لن نراه بعدها ، لن نخجل من البوح له بمكنوناتنا ، دعوة من شخص ساعدناه لحسن نية فبالغ في تقديرنا حتى تدمع أعيننا ، شربة ماء في يوم حار تدخل جوفنا كأنها النعيم ، ، أشياء صغيرة لكنها تُحفر داخلنا ، تذكرنا أن الدنيا لا تزال بخير .
السعادة
**الجمعة، 25 أكتوبر 2024، الساعة 19:38** بينما أستمع إلى بودكاست عن التغيير وتحقيق السعادة، أتجول ذهابًا وإيابًا في غرفة معيشتنا الواسعة، مسجلة خطواتي عبر تطبيق خاص. استعنتُ بهذه المساحة عوضًا عن السطح الذي اعتدت المشي فيه ليلاً، حيث بات الطقس غير ملائم. كنتُ غارقة في أحلامي، أبحث عن سعادة أتوهمها في ما قد أحققه، إذ فجأةً شع ضوء قوي من النافذة، تبعه صوت رعد. هرعتُ إلى النافذة وفتحتها تزامنًا مع سقوط المطر، ورائحة الأرض العطشى التي غابت عنها قطراته لوقت