العديد من النماذج اليوم نراها أمامنا عن شباب أنهوا دراستهم الجامعية لكنّهم اختاروا العمل في تجارة آبائهم لتظل أعمالهم جارية ولا يندثر عمل الوالد بعد عمرٍ طويل.

بعض هؤلاء الشباب، يختارون العمل مع آبائهم بمحض إرادتهم، لكن البعض الآخر يقع تحت ضغطٍ كبير ولومٍ شديد ممّن حوله مدّعين أنه سيكون السبب في تضييع تعب والده لسنين في بناء التجارة أو العمل أيٍ كان، باختياره العمل في شيء آخر، أو بمعنى آخر، لنَقُل اختياره أن لا يرث عمل الوالد!

ظاهرة توريث أعمال الآباء لأبنائهم ظاهرة موجودة منذ فترة كبيرة ولا تزال تحتل مكانها بقوة على الرغم من تعدد رغبات الشباب هذه الأيام.

وحيث أن بعض الأعمال يُمكن أن تُساعد بها الشهادة الجامعية، كدراسة المحاسبة مثلًا والعمل في محل لبيع الملابس أو أي سلع أخرى، إلا أن العديد من الشباب لا تتناسب شهاداتهم مع نطاق عمل الآباء، لكن يُرغمون على إكمال التسلسل العائلي في تولي دخل الأسرة الأساسي.

فعلى جانب، نجد أن العديد من الشباب تتحطّم آمالهم في العمل بتخصصات معيّنة يحلمون بها أو يسعون إليها نظرًا لحاجة تجارة الآباء لمن يرثها.

وفي الجانب الآخر، من سيؤمّن دخل أسرته وعائلته في المستقبل إن اندثرت مهنة الأب التي عمل عليها لسنواتٍ طويلة؟ وكما يقولون، أليس القريب أولى من الغريب في تولّي دخل الأسرة ومصدر رزقها؟

وبين أمل الآباء بإبقاء مهنهم على قيد الحياة وطموحات الشباب، هل يُمكن إيجاد حل وسط؟

أم أن رغبة الآباء بتوريث مهنم لأبنائهم قرارٌ أناني ويجب أن نضع حدًا لهذه الظاهرة؟