افكار تساعد تطوير الذات في جوانب حياتية ومهنية كذلك

الأفكار أمر غير مفيد، قد يكون كلامي صادماً أو قاسياً على الأقل، ولكن لا أحد يحتاج إلى الأفكار، أعتقد أنّنا في المنطقة العربية أولينا مساحة كبيرة لهذا الأمر بشكل اكثر بكثير مما يستحق، على أنّ الجاحظ قد استطاع منذ زمن إلى الوصول لعمق هذا الأمر وتحليله بشكل رائع حين قال: الأفكار ملقاة على قارعة الطريق - وفي هذا الأمر إشارة إلى أن الفكرة كما هي لا تساوي شيئاً ومليئة الحياة بالأشخاص الذين لديهم أفكار فعلاً ولكن ليس لديهم لا الموارد ولا العزم لتحويل هذه الفكرة إلى حقيقة وهذا الأمر هو الأصعب والأهم، عملية التحويل، من فكرة إلى مشروع، أنصحك أن تأخذ دورة في منصّة إدراك بعنوان إدارة المشاريع الصغيرة، يشرف عليها ثلاثة رياديّ أعمال من بينهم أحمد زهران مدير شركة كرم سولار للطاقة الشمسية في مصر وسوف يتحدث عن كيفية تحويل أي فكرة تخطر على بالك لمشروع أو خدمة، هذا كورس تفصيلي عن الأمر من بداية نشوء الفكرة إلى تحويلها إلى مشروع رابح، أنصح أن تتابع هذا الكورس المجاني على منصة إدراك الأردنية، وأن تتخلص أيضاً من فكرة البحث عن أفكار أفضل، لا يوجد فكرة أفضل من فكرة.

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

مرحبًا بكِ بيننا في حسوب، تسرني الإجابة على سؤالك ومناقشتك في محور المساهمة.

أرى أن التطوير يبدأ بتحديد المسؤوليات والدوافع، هذه هي البوصلة التي تحرك الشخص في الوصول لنسخة أفضل من نفسه.

دعيني أستفيض في الشرح قليلًا، لو كان لدينا طالبة جامعية في عامها الدراسي الأول، ولدينا لاعب سباحة قرر المشاركة في بطولات محلية ودولية، ولدينا أم لطفلين.

لو حدد كل منهم مسؤولياته، الأولى: النجاح وبناء الشخصية واستشراف مستقبلها بعد التخصص.

فتكون دوافعها هي الأهداف التي تريد الوصول إليها بناءً على مسؤولياتها، فحتمًا سيشمل جدولها تنظيم الوقت والدراسة مع البحث عن الدورات التدريبية لإثراء مخزونها المعرفي، قد تتعلم لغة ثانية، كما يمكن أن تطور من نفسها بتبني نظام حياة صحي، هنا نظام الحياة الصحي الذي تتبناه الطالبة لن يشمل حساب جرامات الكربوهيدرات في الوجبة بينما سيركز السبّاح على فعل ذلك استعدادًا لخوض البطولات وسيكون تركيزه الأكبر منصب على لياقته مع توزيع الاهتمام على بقية المسؤوليات، وكذلك الأم، سيكون تطويرها الأكبر نابع من مسؤوليتها في رعاية وتربية أبنائها بالتوازي مع اهتمامها بنفسها وتطورها الفكري وغير ذلك.

الخلاصة، أنكِ إذا حددتِ مسؤوليتك وهدفك المترتب عليها ستدركين ما هي أهم المهارات التي تحتاجينها للوصول لأهدافك فتركزي عليها.

لا توجد أفضل فكرة أو أفضل طريقة، ولكن يوجد ما هو مناسب لي ويتسق مع أهدافي وميولي وقدراتي وما هو لا، وهذا ما يحدده الفرد، تحديد المهارات التي تريد اكتسابها، أو تطوير ذاتك يجب أن يكون منبعه أنت، أنت من تحدد وتقرر، بناء على ماذا تريد أن تصبح، ما هي النسخة الأفضل من نفسك والتي تريد أن تصل لها بتطوير ذاتك ومهاراتك، هل تريد أن تصبح أفضل على المستوى الصحي؟ المالي؟ النفسي؟ تحسين علاقاتك؟ زيادة خبرتك في مجال عملك؟ تحسين مستواك الدراسي؟

حدد أولا لماذا تريد تطوير ذاتك، ثم بناء عليه حدد المهارات التي يجب عليك تعلمها، أو الخطوات التي يجب تتبعها لتحقيق هدفك.

ثم إذا وصلت لمرحلة التنفيذ، فعن نفسي أحب تقسيم ما أريد فعله واكتسابه لمراحل، فلا أبدأ في كل شيء معا مرة واحدة، بل أدخل كل شيء في روتين حياتي شيئا فشيء، فلنفترض أنني أريد تحسين لغتي الانجليزية، وتعلم البرمجة أو التصميم، ثم مواظبتي على ممارسة الرياضة، وأشياء أخرى. أبدأ بالأهم وأقوم بإدخاله في روتيني والمواظبة على فعله طبقا للجدول الذي خطط له لمدة 21 يوم، ثم أقوم بإدخال أشياء أخرى بالتوازي معه وهكذا. يمكنك الجمع بين شيئين، هذا الأمر يعتمد عليك وشخصيتك، ولكن عن نفسي أحب ألا أستعجل، أو أضغط نفسي في الكثير من الأشياء معا، أحسن من نفسي على مراحل.