نتناول في هذا العنوان الحديث عن القيم والمبادئ التي يعتبرها الشخص نقطة قوة ومقوم أساسي من مقومات حياته. مثل: إدارة الوقت، التزام النظام، تحمل المسؤولية، التعاون مع الآخرين، التسامح لمن أخطأ بحقك.
ما هي مقومات الحياة بالنسبة لك؟
مقومات الحياة بالنسبة لي تنقسم إلى مقومات عملية أساسها وجود هدف أعيش من أجله، فلا أستطيع تصور العيش بلا شيء أستيقظ لأجله، كذلك الإرادة القوية برأيي عنصر أساسي ومقوم من مقومات الحياة التي يجب ان يتمتع بها كل شخص حتى يستطيع الوصول إلى ما يسعى له، ولا يقل العلم والتعلم وتطوير المهارات أهمية عن أي مقوم من مقومات الحياة، بغض النظر ان كان هذا التعلم اكاديمي او تعلم ذاتي، ولكني أرى فكرة التعلم نفسها فكرة أساسية لابد أن يعيش كل شخص يسير خلفها، كذلك التخطيط وإدارة الوقت لابد أن يكن من مقومات الحياة العملية حتى ينجح الشخص في الوصول لأهدافه.
كذلك هناك مقومات إنسانية لابد أن يتحلى بها الشخص، كالتسامح لمن يستحق، العمل التطوعي، حب الخير للأخرين.
ولكن في رأيك هل هناك مقومات أساسية للحياة لابد أن يتحلى بها كل شخص، أم أن الأمر نسبي يختلف من شخص لأخر؟
كما أرى أختي حفصة، أنظر إلى أن هناك مقومات تؤسس حياتنا بل وتضبط مبادئنا وقيمنا وأخلاقنا، حتى وتصرفاتنا وسلوكياتنا، فماذا عن مهدر للوقت ويعيش في تخبط وحيرة وانتهاك لقيمة الوقت، وماذا عن شخص ذهب إلى البنك ليتلقى راتبه ولم يلتزم بالطابور، ثم قام بعمل فوضى وإزعاج وانتهى بمشكلة مع الموظفين ثم تم تحويله إلى الأمن لرفع قضية بأنه اعتدى على موظفين البنك أو أشخاص ممن كانوا يصطفون في الطابور، وماذا عن مجتمع تسوده الأنانية وحب الذات ولا يعظمون البتة قيمة التعاون، سنراهم كلٌ يعيش على حدىً، سنرى كل شخص يدير مؤسسته بنفسه وسيخلو هذا الكيان من الموظفين، وسنرى الخلل يسود المجتمع بسائره، قد لا تستطيع حتى أن نتخيل ذلك الواقع، لأنه فعلاً ليس بحياة، لذا أرى أن هناك مقومات أساسية تحكم سير حياة الفرد، منها ما ذكرتها، وعلاوة عليها: التخطيط ورسم الأهداف، والقيم التي حث عليها شرعنا الإسلامي في القرآن الكريم والسنة النبوية من: الصدق والأمانة والعفو والتسامح، والقناعة والإيثار على النفس، وبر الوالدين وغيرها.
بالنسبة لي فشعاري دائما "إذا أردت أن تكون ناجحا ففكر كالناجحين وإذا أردت أن تكون سعيدا ففكر كالسعداء".
وطالما أنني أحقق ناجحا مستمرا في حياتي وأشعر بالسعادة فهذا يجعلني أشعر بالحياة.
ربما ما ذكرتيه من قيم تندرج عندي في الطريق إلى النجاح، فبالتأكيد لا يتحقق النجاح بدون واحد منهما، وأود أن أسئلك كيف تنظرين أنت لهذا الأمر؟
قد تدرك عظمة تلك المقومات من خلال تحليل سبل النجاح، كيف سنتجح وأنت لا تدير وقت أو أنك لا تتحمل مسؤولية الوصول للهدف، وأنت لا تنظم أولوياتك، لربما أنا ما زلت مقتنعة بأنها أساسيات الحياة ومقوماتها، وأن النجاح ما زال في ذهني ليس إلا نتاج بعد الالتزام بتلك المقومات والاعتناء بها وتطبيقها على أرض الواقع.
الموضوع رائع يا زينب وهو محير وعميق برغم سهولته الظاهرة.
من السهل ان يتحدث الجميع عن الشهامة والمروءة والطيبة والجمال والحنان ... الخ ما هنالك من سلوكيات قد لا نطبقها عمليا، ما يمكن تلخيصه بكلمة : الكلام سهل.
ولكن حتى لا يكون فقط كلام، فسوف اجيب على سؤالك بطريقة علمية.
أكيد سمعنا عن نظرية شوارتز للقيم الأساسية
لقد صاغ من خلال هذه النظرية القيم الشخصية القوية عبر الثقافات والتي قال بأنها تساعد في تفسير التنوع والصراع في القيم.
لقد وضع ست سمات رئيسية ذات صلة بجميع القيم وقال إنها مرتبطة بخطوط عريضة بعشر قيم شخصية أساسية أخرى.
وحتى لا نغوص في هذه النظرية ونبتعد عن الموضوع الرئيس للمناقشة، وبعد استبعاد قيمة الإيمان، لأننا المفروض انها لاساس واننا جميعا مشتركون فيها.
لقد ذكر شوارتز عدد من القيم الهامة مثل: التوجيه الذاتي: ويتحقق من خلال الفكر المستقل والعمل والاختيار والإبداع والاستكشاف.
التحفيز : الإثارة والجدة والتحدي في الحياة."
المتعة أو الإشباع الحسي.
الإنجاز: أو النجاح الشخصي من خلال إظهار الكفاءة وفقًا للمعايير الاجتماعية."
"القوة والأمن والتقليد وغيرها
وأشد ما وجدت فيه نفسي هو قيمة الإحسان والتي عرفها بأنها الحفاظ على رفاهية الأخرين الذين هم على اتصال شخصي متكرر معهم الشخص وتعزيزها، أسأل الله أن نكون من المحسنين
التعليقات