" السكوت علامة الرضى " مثل شعبي معروف.. ومستفز، وأكيد أن جميعنا قد سمعناه مرة واحدة على الأقل في حياتنا، حسنًا.. لمَ هو مستفز؟ حين يريد أن يأخذ شخص ما موافقتك في شيء معين ولكنك لم تحب الفكرة وتريد أن ترفض ولكن لسببٍ ما أنت قمت بالسكوت ولم تجب بإجابة تدل على انك وافقت أو رفضت، حينها من المُفترض أن يفهم الشخص الآخر أنك رافض الفكرة تمامًا ولكن بدلًا من ذلك: " السكوت علامة الرضى. "

هناك مثل لاتيني مُشابه " من يسكت فقد رضى، وإلا، لماذا لم يتكلم عندما أتيحت له الفرصة؟ " لأن ببساطة قد سكت تجنبًا للمشاكل وللتعبير عن رفضه في صورة أفضل يجب على الشخص الآخر أن يتقبلها.

الفكرة هي إن الصمت - من وجهة نظري - أصبحت علامة للفرض في كثير من المواقف الحياتية، إن مَن تنتظر موافقته ولم يقم بالرد فغالبًا قد رفض ولو كان عكس ذلك فلماذا لم يُبين موافقته في صورة أفضل؟ أعتقد أن كلمة "موافق" ليست صعبة عليه إن كان موافقًا بالفعل.

" الصمت لغة العظماء " هل هذا صحيح؟ قبل أن نتحدث عن ذلك المثل.. ستجد الكثير من الإقتباسات التي تتحدث عن الصمت، ومن أمثلة تلك الإقتباسات:

" خير الفضائل الصمت لأنك بواسطته تستمع للآخرين فتعرف عيوبهم وتخفي عيوبك. " - جورج برنارد شو. ولكن لا أعرف من هذا الشخص الغامض الذي سيصمت طوال الوقت ويركز في عيوب الآخرين، ولكن بالتأكيد ليس هذا ما كان في نية برنارد.

الصمت ليس 100% لغة العظماء، الصمت أيضًا لغة الجبناء، لغة الأشخاص الذين يتعرضون للظلم، للتنمر أو للإعتداء (جسديًا، لفظيًا أو حتى جنسيًا)، هؤلاء الجبناء لا يتكلمون بسبب خوفهم الشديد ويكتفون فقط بالبكاء، في هذا الموقف يمكننا أن نقول أن الصمت لغة الضعفاء والجبناء، وإنك عندما ترفض الصمت وتتحدث من أجل حقك فأنت تُمثل الشجاعة والقوة. ولهؤلاء الأشخاص الذين يبالغون في الصمت:

"الصمت أرهب من الكلام و أصدق، و لكن ستأتينا ساعة نصمت فيها، فلماذا نصمت قبل أن تدق الساعة؟ .. سنصمت، و لكن لنتكلم الآن" - جبران خليل جبران.

أنا لا أقول لك أن تُثرثر، ولكن قد اكتفينا من ذلك الغموض، تحدث ولا تكن غامضًا.. فبالنهاية أنت مجرد إنسان.