ان الهاتف المحمول والانترنت أصبح في يد الصغار قبل الكبار، ويتعامل معه الأهل كلعبة او دمية يتسلى بها الأطفال، ويغفلون عن الكوارث التي يمكن أن يسببها لأطفالهم .

أعطت الأم طفلتها الهاتف المحمول مثلما تفعل اي ام كي ينشغل الأطفال عنها، وجلست الطفلة تشاهد مقاطع افلام ومسلسلات حتى شاهدت مقطع من مسلسل خاتون لشنق أحد بطلات المسلسل التي يتم إنقاذها بحسب سياق الدراما .

أعجبت الطفلة بهذا المشهد وقررت تقليده، وجسدت هي دور البطلة، وعلقت حبل بالخزانه كأنه حبل المشنقة، وتعلقت به بعد أن لفته حول رقبتها، ومع الأسف لم يكن الواقع مثل الدراما، حيث أنها لفظت أنفاسها الأخيرة شنقًا أثناء تقليد المشهد .

انها حادثة تهز القلوب، بل انها يجب أن تهز العالم بأكمله، ويتم معاقبة كل من يهمل في حق أطفاله ليصلوا الى الموت بمثل هذه الطريقة.

رغم أن مصاب الأم لا جدال فيه، إلا أنه لا جدال ايضا في انها أول المتهمين في قتل هذه الطفلة، وتستحق عقوبة قاسية على هذا الاهمال الذي جعل الطفلة تموت بطريقة بشعة مثل هذه .

كانت أمهاتنا تجلس تشاهد معنا، وتلعب معنا، وتضع أعينها علينا طيلة الوقت، أما الأن فالأمهات تنتظر أي فرصة ينشغل فيها الأبناء كي تتملص من مسئولياتهم، وتصبح مثل هذه الجرائم هي نتيجة الاهمال ودور الآباء والأمهات في الحفاظ على أرواح أبنائهم الذي أصبح يتلاشى .

هل يستحق الأباء والأمهات الحياة بعد أن تسببوا ولو بشكل غير مباشر في موت أبنائهم؟