عندما كنا صغار كانت كل الأشياء تقريباً تسعدنا، وفي الأغلب لم نكن ننزعج إلا من الاستيقاظ مبكراً للذهاب للمدرسة، أو من واجب منزلي يمنعنا من اللعب.
لكن عندما ننظر اليوم لمسببات السعادة في الطفولة، ونختبرها بحرية وكثرة نكتشف أنها لم تعد كذلك، وكأن السعادة كانت مرحلية واليوم أصبحت معقدة ومشوشة يصعب فك شفرتها.
فلماذا أصبحت الأشياء التي كانت تسعدنا في الطفولة باهتة اليوم وكيف نجد سعادة صادقة مثلها اليوم؟
يكمن تفسير بهتان سعادة الطفولة في الكبر في تعقيد احتياجاتنا وتغير أولوياتنا. فالأطفال يجدون السعادة في البساطة والمشاعر الفطرية مثل اللعب والاكتشاف، بينما تتشكل سعادة البالغين مثلي ومثلك من مزيج معقد من الإنجازات، العلاقات، الاستقرار المالي، والرضا عن الذات، ونظرة الآخرين لك . هذه المتطلبات المتزايدة تجعل السعادة تبدو "مشفرة"، حيث أن كثرة الحصول على ما كان يسعدنا في الطفولة قد لا تجلب نفس الشعور، لأننا ببساطة تجاوزنا تلك المرحلة التطورية من الفهم. لنجد سعادة قد تكون مختلفة ولكن إلى حداً ما صادقة في عمرنا الحالي، بالنسبة لي أنا أستمتع في بعض الأحيان في اللعب مع أولاد شقيقتي بنفي ألعابهم وطريقتهم .. حتى أنني أنسى في بعض الأحيان أنني رجل كبير وأعود طفل في تلك اللحظات .. لكن لا أتشارك تلك اللحظات مع أحداً غيرهم لذا يبدو أننا متعلقين ببعضنا كثيراً ، لكن فيما عادا تلك اللحظات المسروقة من الزمن يبقى أن هناك متعة مختلفة ومغايرة في النضج العاطفي وفي المرحلة العمرية الحالية نحن فقط نحتاج إلى إعادة تعريفها لتناسب واقعنا الحالي؛ بالتركيز على الامتنان والشكر إلى الله لما نملكه، البحث عن المعنى في أعمالنا وعلاقاتنا بالعالم حولنا، وتخصيص وقت للتأمل والاتصال مع ذواتنا الداخلية، بعيدًا عن البحث اللانهائي عن المحفزات الخارجية.
مزيج معقد من الإنجازات، العلاقات، الاستقرار المالي، والرضا عن الذات، ونظرة الآخرين لك . هذه المتطلبات المتزايدة تجعل السعادة تبدو "مشفرة"،
ليست مشفرة بالضبط يا صديقي، ولكن فعلًا مع العمر، فكرة الاستقرار في كل مناحي الحياة هي ما تعطينا شعور الراحة والرضا، وبالطبع السعادة اللحظية مع كل تجربة ممتعة، ولكن غياب الاستقرار يعني عدم راحة نفسية، وعليه حتى مسببات السعادة اللحظية قد تكون نفسها ما يزيد شعور "الاختناق" المؤقت وفي حالة المرور بفترة عصيبة مثلًا...ولكن كما ذكرت، التأمل والامتنان للنعم التي نمتلكها، وحمد الله على حياتنا كما هي وبكل ما وصلنا إليه.. هي وسائل الراحة.
لماذا إذا ربطانها بهذا التعقيد يا ايريني طالما نعلم أن ربطها سيجعلنا أغلب الوقت غير سعداء؟ اقصد أننا مثلاً كنا زمان نسعد عند انتهاء واجب اليوم، بينما اليوم نسعد عندما نجتاز الاختبار فقط، كنا نسعد بساعة لعب بينما اليوم ونحن وسط الترفيه بداخل عقلنا هناك خليط من القلق والخوف والتفكير والارهاق والحلم فلماذا فعلنا ذلك بأنفسنا
ونحن وسط الترفيه بداخل عقلنا هناك خليط من القلق والخوف والتفكير والارهاق والحلم فلماذا فعلنا ذلك بأنفسنا
كبرنا يا إسلام بقى هانعمل ايه :)))) حسنًا، أظن معظمنا يعاني اشكال وأنواع مختلفة من القلق، وحتى النسب متفاوتة، منا من يتجاوز الموقف وينتهي معه القلق، وهذا الطبيعي، ومنا من يستمر معه القلق لمدة بعد الموقف، والبعض قد يسبب لهم القلق بطء وخلل في حياتهم بما لا يمكن التعايش معه، لذا، نحن لم نربط السعادة بالتعقيد، ولكن نربطها بالقدرة على الراحة والسلام النفسي. شخصيًا، أذكر نفسي إنه إذا كانت الصحة بخير، فكل ما هو لاحق يمكن التعامل معه، صحة نفسية وجسدية كلاهما، ولذلك في رأيي صحتهما هي السعادة.
أنا موافق تماماً على نظرتك موافقة تجعلني أشعر بالضيق، قبل أن أكتب هذه المساهمة أنا أعرف رأيك ومقتنع به لكن كذبته وانطلقت بحثاً عن مفسر آخر ومسبب آخر للسعادة لت يشترط التخلص من القلق والبقاء في حالة من التوزان النفسي
توصلت لقصد خفي في قولك حيث أشعر أن السعادة ليست في الأشياء أو الأحداث أو الأشخاص بل في قدرتنا على الاستجابة لها على أنها مسبب للسعادة، وإلا لو كانت الألعاب أو الممارسات هي التي تخلق السعادة لما كانت هكذا اليوم تبدو لنا غير قادرة على أسعادنا، فلو تتفق معي برأيك كيف نعالج داخلنا فنبصر السعادة بلا تعقيد؟
السعادة غالباً لا تدرك ولا يمكن تأويلها في ممارسات محددة .. فالشيء الذي يسعدني ليس بالضرورة يسعدك بل يمكن أن يكون العكس، أنا أرى أن السعادة هي بالأساس عملية ذهنية تخضع لها عقولنا ، ولكن أنا أرى أن مفتاح السعادة الأول يكمن في فهم نفسك لنفسك .. حينها قد تدرك مفتاح يطلق العنان لأبواب مختلفة تسبب السعادة .. مثل العلاقة السوية مع نفسك بتقويمها .. أو السعادة بعلاقة جميلة مع من حولك .. أو سعادة أهم بصلة مع ربك .. وهكذا .. ولكن كل هذا يبدأ بأن تستكشف نفسك أولاً .
أفهم ذلك بالطبع ولا ابحث عن كينونة أو مصدر أو ماهية ثابتة لمسببات السعادة ولكن اتعجب من أن المصدر الذي كان يمنح السعادة لم يعد كذلك فقط لأننا كبرنا!
ي الطفولة، لم نكن نُحمّل الحياة تلك التوقعات الكبيرة، ولم يكن لدينا وعي بالمسؤوليات، ولا معرفة بالخسارة العميقة، ولا حتى تصورات مثالية عمّا يجب أن يكون. كنّا نعيش اللحظة، لا لأننا حكماء بالفطرة، بل لأننا لا نعرف غير ذلك.
أما اليوم، فربما السعادة ما زالت موجودة، لكنها ترفض أن تأتي بنفس البساطة لأننا صرنا نطلب منها أكثر: نريدها "دائمة"، "عميقة"، "مُبرّرة"، و"قابلة للتوثيق"، ويا حبذا لو كانت قابلة للمشاركة على إنستغرام.
بل لأننا لانعرف غير ذلك.....
ضننت أن hamada hasniكانت أفكاره شاملة وملخصة لاكن فعلا العقول تختلف
إن توقفنا عن الخوف من المستقبل ومن الغد خصيصا ومن التفكير في ماحدث وانه قد يتكرر الذي ينغص علينا تلك اللحضات السعيدة العقل يستدعيها تترجمها المشاعر... وآلية إيقاف هاذين المسيران للجسد يستدعي تدريب نفسي ومعرفة نفسية ثم الوصول التوازن النفسي
عودني أبي أمر أظنه يجعلني سعيد أو لا مبالي، يقول الخير لو لك سيأتي وأنت سعيد أو حزين أو نائم أو جائع، والشر سيأتي لو مكتوب حتى لو فكرت وقلقت لمدة عامين قبل قدومه مثلاً، لذلك ارخي عضلات عقلك ولا تفكر حاول أن تعيش واستقبل مل يحدث بهدوء
لقد جائت في محلها هاذه الكلمات مع كثرة الغموم رحمه الله سأحفضها احتاج ان اتذكرها حتى ابقى بعقل صحى قدر المستطاع🤭 صدق جدا في مقولته
رحم الله أموات المسلمين جميعاً يارب، ولله وعن تجربة هذه النصيحة تقلل المخاوف والقلق وتجعلنا أكثر قابلية لتقبل الأقدار والتعامل معها
برأيك لو ربيت أنا وأنت اطفالنا على أن القادم ليس سهل ويحتاج للاستعداد المبكر حتى نتمكن من البقاء في سعادة وراحة، نجعلهم يتكيفون مع فكرة الابتسام حتى وقت اصعب الانهيارات أليس هذا أفضل لهم حتى لا يتلقوا نفس صدمتنا ؟
أعتقد أن الأمر طبيعي تماما، فمصادر سعادتنا عندما كنا أطفال لا شك أنها تغيرت تغير جذري عندما كبرنا لتغير اهتماماتنا وأولوياتنا، وستظل تتغير مع تقدم المراحل العمرية وهذه هي سنة الحياة. وبالتالي فليس المفترض أن تعود لما كان يسعدك ووأنت طفل وتقوم به بكمية كبيرة لتشعر بالسعادة، بل يجب أن تفعل ما يسعدك حاليا، ولكي تجد هذه الأشياء لا بد أن تجرب أشياء مختلفة إلى أن تجدها.
ولكن هناك اساسيات من القاسي أنها لم تعد مسببة للسعادة مثل عندما تنتهي من الواجب عندما تشاهد التلفاز عندما تقابل ابن عمك الذي اعتدت اللعب معه عندما تشتري ملابس العيد، أنا لا أتحدث عن ألعاب أو أنشطة بقدر ما يؤلمني تغير الاستجابة لمسببات كنت احسبها ثوابت للسعادة
لا أعلم لو إجابتي هنا "كليشيه" أو حتى بديهية، ولكن كنا أطفالًا يا إسلام، تلك هي الإجابة.. من الطبيعي مع خبرات الحياة وتعقيداتها، وما خضناه من مواقف وتجارب، أن تكون السعادة أو المتعة اللحظية، إذا أردنا أن نتحدث عما يشبه مرحلة الطفولة، أن يحتاج إلى مجهود نفسي وذهني أكبر، لأن وعينا نفسه أصبح منشغل بأفكار كثير جدًا، لا يمكن أن تهدأ بمشاهدة كرتون، أو قطعة حلوى مثلًا، لا أقول أن ذلك مستحيل، ولكن كل مدة ومرحلة ما يسعدنا يختلف، مثلًا ما يسعدني حاليًا بصدق هو جلسة هادئة دون شوشرة ذهنية، أو جلسة هادئة محببة وعميقة مع من أحبهم دون أحمال ولا أعباء.
ولكن كانت عندنا مسؤولية في الصغر بقدر طاقتنا، نعم هي ضخمة اليوم ولكن كذلك قدرتنا وطاقتنا ضخمة اليوم فلماذا اختفت السعادة إذا كانت لها علاقة بالطاقة والقدرة والوعي فهم كانوا موجودين بالصغر أيضا!
للعثور على سعادة صادقة اليوم، ربما علينا أن نعيد اكتشاف البساطة، وأن نُعيد التواصل مع اللحظات الصغيرة التي تمنحنا فرحًا حقيقيًا، بعيدًا عن الضغوط، كما أن بناء رضا داخلي ووعي أكبر بذواتنا يمكن أن يساعد في فك شفرة السعادة المعقدة في عالم الكبار.
أشعر أن هذا حل جيد ولكن كيف نعيد اكتشاف البساطة فلا أعرف إلى ماذا ترمي بقصدك هنا لذلك آمل أن تشرح لي
كل شخص بداخله ٣ :
وجود روح الطفل بداخلك واستمتاعك بما يستمتع به هو دليل قوى على ان صحتك النفسية على ما يرام .
وفقدان الشعور بروح الطفل لها عدة أسباب ، ولكن من ضمن الأسباب التى واجهتها بكثرة مع عميلاتي :
التعليقات