نتعامل مع الوحدة دائما أنها مشكلة وكأنها نهاية مؤلمة أو فشل في العلاقات في حين اننا ننجرح اكثر عند التعامل مع الناس، لماذا نخشى الوحدة رغم أن جراحنا وآلامنا أغلبها بسبب الناس؟
لماذا نخشى الوحدة رغم أن معظم جراحنا حدثت لأننا محاطون بالناس؟
كلامك فيه الكثير من التعميم وهذا شيء غير واقعي، فليست كل الناس تكره الوحدة، وليسوا كلهم بغضاء ويجرحون بعضهم بعضًا.
هناك بعض الأشخاص يعشقون الوحدة والجلوس بمفردهم ويستمتعون بالهدوء، وربما التواجد في الأماكن والمناسبات التي بها زحام يوترهم ويسبب لهم القلق، وأيضًا ليس كل الناس أشرار أو يسببون لنا الأذي، فهناك أيضًا أشخاص طيبون ولطفاء قد يساعدوا من أمامهم بالقول والفعل والابتسامة حتى ولو لم يكونوا يعرفونهم.
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه لذلك غالبية الناس تُفضل وتحب تكوين علاقات مع بعضها البعض، يشاركوا معهم لحظاتهم وذكرياتهم، ويجدوا من يفرح معهم في أوقات الفرح، ويشاركهم الحزن في الأوقات العصيبة.
أين التعميم في عنوان مذكور فيه معظم جراحنا لم أقل كلها، وحتى محبي الوحدة لا يعيشون طوال عمرهم بمفردهم بل يندمجون ويختلطون مع الناس قد يفضلون الوحدة كنسبه وتناسب مع علاقاتهم مع الآخرين، ولو نظرت حولك ستجدين ان الأشخاص يتزوجون حتى لا يشعروا بالوحدة، كبار السن يخشون الوحدة وهلم جرا
نعم بالطبع، لكن ما قصدت قوله أن الناس مختلفين وليس كلهم لديهم نفس الطباع والتصرفات.
وعللت خوف الإنسان من الوحدة لأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي ، وهكذا خلقه الله، أي أن الغالبية العظمى من الناس اجتماعيين ويحبون تكوين علاقات ووجود من يشاركهم حياتهم.
لكن هذه المرة سأضيف سببًا آخر لكره الناس للوحدة، وهو أن معظم الناس تفرغ طاقتها وأحزانها وهمومها مع الآخرين ويأخذون رأيهم فيما يحتارون به، ففي حالة عدم وجود شخص آخر يمكنهم مشاركته يجدون أنفسهم بمفردهم لا يعرفون كيف يتصرفون ولمن يبوحون بمكنونات صدورهم فيشعرون بخواء الكون، وقد تساهم الوحدة أيضًا في تعرية الإنسان أمام نفسه لأنه يكون مع نفسه فقط بنفس الغرفة ولأن الكثير من الناس لا تحب أو تكره أنفسها تهرب من الوحدة.
الحل هنا هو التصالح مع النفس والشعور بالأنس معها، وإحاطة أنفسنا بأشخاص إيجابيين داعميين ولو كان عددهم قليل.
نخشى الوحدة لأن الإنسان مفطور على تحصيل المصالح: مصالحه الخاصة، ومصالح أسرته، ومصالح بلده، ومصالح وطنه.
ورغم العوائق التي تواجه الإنسان أثناء علاقاته، لكن لا يمكن للإنسان أن ينجح في تحصيل مصالحه وهو يجلس وحيداً منغلق على نفسه.
منذ القدم وطبيعة الإنسان هي خوض المعارك: في تحصيل الطعام، وصد الحيوانات المفترسة، وبعدما تقدمت الحضارة قام الإنسان بصد الأعداء من البشر من القبائل والدول الباغية.
لم يتمكن الإنسان وقتها من تحاشي تلك التفاعلات، ولا أظن أن الإنسان يمكنه أن يتحاشى التفاعلات الإنسانية الآن، دون أن يفقد كثير من أوجه المنفعة والخبرة التي يمكنه اكتسابها.
"قديماً قالوا الجنة من غير ناس ما تنداس" فيما معناه أن الإنسان لن يحب أن يحيا لوحده دون مشاركة الآخرين، وهو حقيقة من عدة أوجه، حيث أن الإنسان مخلوق اجتماعي بطبعه وحتى أن آدم استوحش في الجنة فخلق الله له حواء.
في هذا الزمان لا يخفى على الجميع أن أخلاق أغلب الناس أصبحت مسمومة ومؤذية ولكننا يجب أن نتعلم أن نواجه لا أن نهرب لأن الهروب لن يدوم للأبد وسنحتاج بالتأكيد للدعم من للآخرين يوماً ما ولكن أنصح بالحذر فلا ندخل في مساحاتنا الآمنة غير من نشعر تجاهه بالارتياح.
هناك نظرية في تفسير السلوك تقوم على مبدأ تحقيق المنفعة، بمعنى أننا نميل لكل ما به قدر من النفع حتى لو به ضرر ولكن نفعه أكثر.
وهذا ما يفسر أننا نظل في جماعة بعيداً عن الوحدة لأن معهم هناك نفع يختلف من شخص لآخر لكنه موجود وملموس، وعند قياس الأمر على الوحدة سنجد أن هناك نفع لكن الضرر أكثر.
تفسر هذه النظرية كل سلوك يبدو به شقاء، حيث نريد منه النفع فقط، كمن يخاطر مع افعى ليحصل على سمها يصنع منه علاج
طرح يستحق التأمل .
نحن كبشر كائنات اجتماعية بطبعنا لذلك نربط الوحدة غالبًا بالخوف أو نشعر بأنها تعني الفشل في العلاقات أو تدل على أننا غير محبوبين.
لكننا ننسى أحيانًا أن كثيرًا من جراحنا لم تأتِ من وحدتنا بل من وجودنا في علاقات مرهقة ومع أشخاص لم يدركوا يومًا ما نحتاج إليه.
الخوف من الوحدة قد يدفعنا أحيانًا إلى التمسك بأي حضور حتى وإن كان مؤذيًا.
لكن ماذا لو نظرنا إلى الوحدة كمساحة للهدوء؟ كفرصة لنستمع إلى أنفسنا بصدق بعيدًا عن ضوضاء الآخرين؟
ربما حينها سنفهم أن بعض العزلة ليست نقصًا بل هي توازن نحتاجه من وقت لآخر.
سؤالي لكم:
هل سبق لكم أن شعرتم بالأمان في العزلة أكثر من وجودكم مع الآخرين؟
وهل الوحدة لا تزال مخيفة برأيكم، أم أن المعنى تغيّر بتجاربكم؟
الوحدة من أكبر مخاوف الإنسان ، وهذا طبيعى جداً لأننا خلقنا فى مجتمع فيجب أن نعيش ونتعايش ونعتمد على بعضنا البعض
ولكن أنا مثلاً أشعر بالرغبة فى الوحدة احياناً كثيرة ، وأشعر بالإحتياج لعد التعامل مع أى شخص
ولكن خير الأمور أوسطها
وإن شعرت أنك وسط مجتمع يؤذيك فلا تبحث عن الوحدة ولكن ابحث عن مجتمع آخر يعطيك ما تحتاجه ويكون داعم لك
التعليقات