لماذا تبدو أيام الشتاء كئيبة وثقيلة على النفس رغم مناخها الجيد؟

اعتقد أن ما تشعر به طبيعي، فالشتاء ببرودته وسكونه وجوه العام يوقظ المشاعر السلبية والكآبة من وجهة نظري وإن كنت من محبي الشتاء شخصيا. الصمت الطويل والأيام القصيرة والليل الممتد كلها تجعلنا نلتفت إلى دواخلنا أكثر من المعتاد. كأن البرد يذكّرنا بما نفتقده من دفء في الحياة عموما وليس في الجو فقط

أعتقد أن السبب نفسي وهم لا يحبون الشتاء لا شعورياً وذلك سببه أنه فصل الأمراض ونوبات الأمراض الصدرية خاصة وليله الطويل الذي يُطيل وجع المتوجعين حتى أن امرؤ القيس شكاه وقال:

وليل كموج البحر أرخى سدوله......... علي بأنواع الهموم ليبتلي

فقلت له لما تمطى بصلبه .......... وأردف أعجازًا وناء بكلكل

ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ....... بصبح وما الإصباح منك بأمثل

أعتقد أنه كان يشكو ليل الشتاء الذي يقدر بحنو أربع عشرة ساعة و النهار عشرة فقط. كما ان الناس صارت تكرهه لأنه يذكرهم بهجوم كرونا الكاسح وما فيه من حصار ولزوم للبيت وما هو لا يحبه أكثرنا. أما أنا فأحب الشتاء وأحب هدوءه جدًا ولو خيرت بين فصل يظل طوال العام لفضلت الشتاء.

سؤالك أثار فضولي فعلًا يا إسلام لأنني رغم حبي الشديد للشتاء وجوه الهادئ أجد نفسي أحيانًا أشعر بهذه الحالة من الثقل دون سبب واضح.

بحثت في الأمر الان وتبيّن أن السبب علمي إلى حد كبير فقلة ضوء الشمس في الشتاء تُقلّل من إفراز هرمون السيروتونين المسؤول عن تحسين المزاج وتزيد من إفراز الميلاتونين الذي يسبب الخمول والرغبة في النوم.

لهذا نشعر أحيانًا بالحزن أو الكسل رغم جمال الأجواء.

لا أعلم عن اي شتاء تتحدث لقد تقلص الشتاء في السنوات الاخيرة وايام البرد والصقيع اصبحت قليلة جدا وبما انني اعيش في الاسكندرية حيث الشتاء هنا مختلف وله طابع خاص لكن للأمانة لم يعد مثلما كان اشعر انه يأتي عن استحياء وايام المطر اصبحت قليلة جدا لكن ربما انت تتحدث عن شعور يأتي في الخريف حيث يبدا النهار بالتقلص ويطول الليل فيشعر الانسان بالملل ويفكر كثيرا وربما يمتد هذا الاحساس الى الشتاء وربما تغير درجة الحرارة واختلاف مواعيد الصلاة يربك الحالة المزاجية للإنسان فيشعر بالاضطراب والقلق لكن في جميع الحالات الشتاء افضل لأنني استطيع النوم على عكس ايام الحر التي تجعلني اعاني من الارق وهذا افضل ما يميز الشتاء في رأيي النوم zzzzzzzzzzzzzzz

هناك بعض المعلومات النفسية ترى أن الشتاء عند البعض كئيب وعند البعض الآخر الصيف.

أجد ما قلته دقيقًا جدًا، وأنا ألاحظ شيئًا مشابهًا بنفسي. على الرغم من جمال الشتاء وهدوء الجو، يبدو أن له تأثيرًا خاصًا على المشاعر، وكأن الأجواء الباردة والغيوم تدفعنا للتأمل في الخسارة، والفقد، والمخاوف الداخلية التي ربما تجاهلناها خلال صخب الصيف.

أحيانًا يكون الشتاء وقتًا طبيعيًا لنشعر بالثقل النفسي، لأن ضوء الشمس أقل، وأنشطة الجسم تقل، وهذا يؤثر على المزاج والطاقة، فيجعل القلب يشعر بالبطء والحنين لأشياء غائبة. لذلك ليس غريبًا أن نجد أنفسنا أكثر حساسية ووعيًا لمشاعرنا العميقة خلال هذا الموسم، رغم جمال الجو من حولنا.