هل فكرت يوما ماذا سيحدث لو تم توزيع الدخل بشكل متساوي على أفراد المجتمع؟ هل يرسخ هذا التوزيع مبدئ العدالة؟ على الرغم من أن فكرة المساواة والتوزيع العادل للدخل تهدفان إلى بناء مجتمع أكثر عدلاً، إلا أن معانيها تختلف تماما.

تعد المساواة أمرًا ضروريا لبناء المجتمع. وبالتالي، فإنه يجب على الجميع، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي أو المادي أو العرق أو الجنس، أن يتمتعوا بالوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية والتعليم. فهذا أمر ضروري لبناء مجتمع صحي يتمتع الجميع فيه بفرص متساوية.

 أما التوزيع العادل للثروة فهو الطريقة التي يتم بها تقسيم ثروة ودخل الأمة في ما بينها . أو الطريقة التي يتم بها تقسيم ثروة ودخل العالم بين الدول المختلفة. حيث يمنح التوزيع العادل للثروة لجميع المواطنين فرصة عادلة للنجاح. والتوزيع العادل لا يعني بالضرورة التساوي، لأن التوزيع المتساوي قد يؤدي إلى الظلم في بعض الأحيان.

تخيل معي عزيزي القارئ أن لدينا شخصان كلاهما يقوم بمهمة ثمنها 5$ ولكن نظرا لوجود بعض الفروقات الاجتماعية بين هذين الشخصان فإن أحدهما سيحصل مقابل الخدمة على 3$ فقط بينما الأخر سيحصل على 5$ وبالتالي لا يوجد مساواة في هذه الحالة.

وتخيل معي هذا السيناريو، لدينا عدد 10 أفراد، يمتلك 5 منهم مبلغ 100$ بينما يمتلك الـ 5 الأخرون 5$ فقط . إذا قمنا بتوزيع الدخل عليهم بشكل متساوي حيث يحصل كل فرد على نفس الدخل، ستظل الفئة الاولى تملك قدرا أكبر من الثروة عن الفئة الثانية، في هذه الحالة يكون التوزيع المتساوي ليس عادلا.

إذا المساواة تعني منح كل شخص نفس الفرص والمساواة في المعاملة، بغض النظر عن مكانته الاجتماعية أو الثروة التي يمتلكها. أما التوزيع العادل للثروة، فهو يركز على توزيع الموارد بطريقة تضمن توفير الاحتياجات الأساسية لجميع أفراد المجتمع، وتخفيض الفروق الكبيرة بين الأفراد الأغنياء والفقراء.

هذا يؤكد لنا مفهوم المساواة يختلف عن مفهوم التوزيع العادل. وخلاصة ما سبق، أن مشكلة الفقر المتزايد في ظل النظام الاقتصادي المعاصر تكمن في التوزيع غير العادل للثروة. 

وفي رأيك هل يمكن أن نطبق مبادئ المساواة مع المحافظة على التوزيع العادل بين أفراد المجتمع؟