كيف تشرح لطفل في الخامسة عن الطلاق والإنفصال؟

سأحضر له مغناطيسين..

وأخبره أنّ العلاقات مثل هذين المغناطيسين بفارق التشبيه بين أقطاب التجاذب والتنافر..

ففي المغناطيس تتجاذب الأقطاب حين تختلف وتكون مكمّلة لبعضها البعض.

ولكن حين لا يعود التكامل هو أساس تلك العلاقة، وتدب الخلافات لوجود اختلافات كبيرة يحدث التنافر،

ومهما حاولنا التصاق قطبي المغناطيس لن نفلح في ذلك أبداً لأنّ القطبان كلاهما حمل ذات الشحنات (سالبة كانت أو موجبة) مما يجعل التقائهما مستحيلاً..

وفي هذه المرحلة لا بدّ لانفصال المغناطيسين عن بعضهما حتى نضمن سلامة برادة الحديد التي تنجذب لكلّ منهما، وعدم وقوعها ضمن طاقة التنافر للمغناطيسين.

مع التأكيد على انفصال المغناطيسين عن بعضهما لن يجعلهما لا يحافظان على سلامة برادة الحديد، بل سيعتنيان بها ويجعلانها ملتصقة بهما دائماً.. ولكن دون وجود المغناطيسين معاً..

شرح الأمر من البداية للصغير يسهّل عليه تقبّل الأمر.. ولكن على الشرح أن لا يسئ لأيّ من الطرفين، بل وأن يتم الشرح الموضوع له وكأن العلاقة ستستمر ضمن إطار آخر يكون هو فيه الأساس حيث سيبقى الود والاحترام بين الطرفان ودون أن يجرح أحدهما الآخر تحت أيّ ظرف مهما كان.

الشرح للطفل سواء حالة طلاق أو وفاة أو سفر مهم جدا، ويجب أن لا نكذب على الطفل وهذا مهم للغاية، فإن كذب أحد الوالدين، فقد الطفل الثقة بكلامه، حينما يعرف الأمر من الخارج.

• لذا من المهم جدا أولا الصدق في الحديث.
• اختيار أقرب شخص له مثل الأم، أو الخالة، أو العمة، لتخبره قصة عن الموضوع.
• شراء أقلام ودفاتر ورسم له بيت فيه الأم والأب والطفل ونرسم قلب ونخبره أن كلاهما يحبه، ولكن يجب أن يذهب أحدهما لبيت آخر، وحينما يسأل الطفل، لماذا؟ نخبره أن البيت أصبح لا يتسع له، ونوضح أن المشاكل الكثيرة تضيق المنزل، وبالتالي يجب أن يترك أحد المنزل.. هذه فكرة بسيطة خرجت للتو.
• محاولة عدم الحديث عن الطرف الآخر بالسوء أمامه، فنحن معنيين بأن نحافظ على مشاعر الحب بين الطفل والوالدين، وألا نتركه يعيش مشاعر الطرف المظلوم، وأن يكره الطرف الآخر.
• الحديث عن الموضوع بقصص من عالم الحيوان، والدمى، حيث نخبره مثلا أن العصفور تخاصم من العصفور وترك العش، ومن ثم نخبره أن في منزلنا حدث مثلما حدث للعصفور، ونحاول إطالة القصة، ونسأله أليس الأفضل أن يبقى هذا الشخص بعيدًا حتى يبقى العش هادئا، ثم نخبره أن الطرف الذي ذهب يحبه جدا.

الأمر صعب على الطفل، خاصة وأن هناك أطفال قد يشعرون أنهم السبب في هذا الإنفصال

• أفضل حل برأيي أن يجتمع الزوجين مع الطفل ويخبراه بقرارهما، كأن يقولا أنه منذ اليوم سيعيش كل واحد منهما في بيت مختلف.. وأن هذا ما يسمى بالطلاق.
• كذلك ألا يخبراه بالتفاصيل والأحداث السيئة التي مروا بهما في الزواج، بل يخبراه أنهما يحبانه جدًا، وأن هذا القرار سيكون الأفضل للجميع.
• يؤكدان على الطفل أن أباه سيزوره كثيرًا وسيلتقيان دائمًا ولن يشعر بغيابه.

الطلاق أمر صعب وإن كان يشق على الوالدين درجة فصعوبته على الأطفال درجات لكن هذه بعض النقاط التى أعتقد أنها ستساعد على معالجة الأمر :

• الاتفاق على أن الطفل ونفسيته هي الأولوية لهما وعليهما توحيد جهودهما لجعله يتخطى هذا الأمر.
• أن يجلسا معه سويًا وربما في مكان مفتوح وملئ بالخضرة ليهون عليه ثقل الأمر ويكون الأمر تدريجيًا فمثلا أنه الأب سيسافر ولن يعود قادرًا على أن يبيت معهم ليلًا ولا الحضور لرؤيته كل يوم وبعد تقبله بفترة يخبرونه بالطلاق وهذا يعني العيش مع أحد الوالدين مع السماح للأخر برؤيته متى أراد .
• جعل الطفل يلتقى بوالده في الفترة الأولى كثيرًا ويحادثه هاتفيًا كثيرًا فهذا قد يقنعه بأن عدم العيش في منزل واحد لا يعني فقد أباه.
• دعم الطفل من خلال الأنشطة والمهارات المحببة له .
• قراءة قصص له تخدم الفكرة مثل قصص عن السفر والاختلاف والمشاعر خاصة لنساعده على فهم مشاعره اتجاه هذا الأمر.
• الحديث مع الطفل ليتمكن من التعبير عن مشاعره ولندرك حجم الأمر بداخله .
• ربما نحتاج للحديث مع أخصائي نفسي ليساعدنا على اجتياز الأمر مع الطفل أو ليساعد الطفل نفسه.

أتمنى أن يساعد هذا.

مبدئيّاً حضرتك مسئول/ ة تجاه أولادك وليس عنهم، فنحن لا نملك إخراج تصرفات أطفالنا كلها على النحو الذي نرتضيه، كما لا يمكن لأحدٍ ما مسائلتنا عن تصرفاتهم؛ حال كنّا بذلنا الوسع تجاههم. وعليه، أرى ألّا تكلف/ ي نفسك ما لا طاقة لك به، بمحاولة البحث عن طريقة (غاية في النجاعة) لتخفيف الموقف على الطفل، واكتفي بما تسمح به تجربتك وواقعك.

أما الطفل فلن يستطيع -مهما بلغ ذكاؤه الاجتماعيّ- تفهّم الأمر جرعة واحدة، لكن يوماً بعد يوم، وموقفاً بعد موقف؛ تتضح الصورة الكبيرة لديه. لذلك يفضّل أن يرسم الأبوين لنفسهما أفضل صورة ممكنة في هذه الفترة (الطويلة العصيبة)، وأن يعتمدا على تحسين سلوكاتهما -خاصة في الحديث عن بعضهما البعض- بدلاً من الخوف على نفسيّة الطفل.

الطفل هو المتضرر الاولى من الطلاق، وهو الضحية، بعض الاولياء بعد طلاقهم يعيدون بناء حياتهم كأن شيىا لم يكن، كأنهم لم يقوموا ببناء تلك العائلة التي هدمت بالطلاق.

الامر صعب للغاية، خصوصا ان نسبة الطلاق عبر العالم في تفاقم، فمثلا في روسيا يصل الطلاق اعلى مستويات بعد 7 سنوات، ويصل الى 251 ألف حالة طلاق بين يناير ومايو 2021، والتي شكلت زيادة بنسبة 44٪ مقارنة بالفترة نفسها من عام 2020.

شخصيا، صعب أن اشرح لطفل لم يصل لسن الرشد بعد ان والديه سيتفارق، ولن يسكن معا تحت سقف واحد، الطفل ذكي جدا، وستبقى صورتي لديه راسخة كوني انا من صرحت له بذلك وربما قد تنقلب حياته بعدها.

لذلك حتى يتم اخبار الطفل بأمر الطلاق، لابد أن يراعي معايير من بينها:

• مراعاة حالته النفسية، و الظرف التي يتم به اخباره فيه، مثلا بعض الاطفال لا يتحملون حتى فراق ابائهم في مدرسة، فما بالك ان يتم اخباره انه لا يرى والد مرة في الاسبوع مثلا.
• الصدق والمصارحة لان الطفل يملك ذكاء ووعي بما يدور حوله.
• تبسيط فكرة الطلاق باحد القصص الكرتونية او تعبير عن رسومات.