قريبتي زوجها توفي قبل فترة قليلة وترك لها أطفال في عمر الزهور، أحد أطفالها دائمًا يسألها عن أبيه، حاولت قريبتي أن توضح له ما هو الموت ولكن بلا فائدة، هنا بماذا تنصح قريبتي؟ كيف تشرح لطفلها الذي بلغ الخامسة من عمره عن الموت؟
كيف تشرح لطفل في عمر الخامسة عن الموت؟
أعتقد أنه من المفروض أن يودع الأطفال والدهم الميت وقت موته، قبل دفنه، الوداع الأخير الذي سيجعلهم يدركون أن والدهم توفي.
ثم بعد ذلك.. نخبرهم أن الإنسان حينما يصل لسن معين، كتبه الله عليه، يتوقف قلبه عن الضربات، ويتوقف جسده عن الحركة، ويبرد جسده، ثم يموت.
التفسيرات البسيطة يمكننا أن نفعلها في الألعاب، كأن نأتي بلعبة مثل عروسة، أو دب، ونخبره أنه مات، ونبدأ بشرح ماذا يحدث للجسم، كأن نقول الآن توقف القلب، الآن توقف الجسد، يده لا تتحرك، قدمه لا تتحرك، ماذا نفعل، سنخبر الطبيب، ثم نقول للطفل أنك أنت الطبيب، وضع السماعة على قلبه هل تسمع النبض؟
ثم نخبره أنه هكذا مات، ويجب أن نغسله، وندفنه.
يعني كلها على شكل لعبة.
الحقيقة أن الطفل الذي يرى والده وهو ميت، أسهل عليه أن يتفهم الأمر، لأنه سيشعر باختلاف شكله، حيث سيراه في الكفن.
لا أحب الكذب الذي يجعلنا نقول للأطفال والدك سافر، والدك يعمل، أحب الحقيقة.
لابد من أن نخبرهم أن الذي يموت يذهب للجنة، عند الله، وأننا حينما نكبر كثيرا، سنذهب إليهم أيضا.
اللعبة كافية لشرح الموضوع للطفل.. يمكن استخدام تراب أيضا لإيصال فكرة الدفن.
الحقيقة أن الطفل الذي يرى والده وهو ميت، أسهل عليه أن يتفهم الأمر، لأنه سيشعر باختلاف شكله، حيث سيراه في الكفن.
بالعكس نور، تعرض الطفل لمثل هذه الصدمة بعمر خمس سنوات، قد ترافقه طوال حياته وقد يحتاج للعلاج النفسي وقتها.
وقد تظل صورته محفورة بذهنه، قد نشرح الفكرة نفسها كقصة أو حكاية لكن ليس بالتعرض المباشر.
لا عزيزتي.. قرأت كثيرا عن الموضوع، من حق الطفل رؤية والده المتوفي، ومن حقه توديعه، لن يصاب بالصدمة، إلا إذا ظللنا نكذب عليه لوقت كبير.
من المهم للطفل أن يشاهد والده المتوفي، وأن يعرف الموت، وهذه طبيعة الحياة، ومشاعره سوف يتغلب عليها شيئا فشيئا في اللعب..
بالإضافة إلى أننا يمكن أن نستخدم قاعدة قراءة القصص التي فيها ذكر أن الحيوان أو الإنسان يموت.
وسنجد أن القصة توصل الرسالة بشكل كبير، يمكن للأم اختراع قصة عن عائلة حيوانات نموذج عائلة فيلة على سبيل المثال، وتخبره أن الفيل الكبير تعب ومرض، وأخذوه للطبيب، ثم مات، وقاموا بدفنه، حزنوا عليه، ثم عادوا لممارسة الحياة.
يمكن أن تسقط فكرة الموت على النباتات أيضا تخبره كيف كانت شتلة جميلة جدا، ثم ذبلت الوردة، وماتت..
لا يستطيع الطفل أقل من 7 سنوات إدراك مفهوم الأبدية واللارجعية.
بمعنى حتى لو جلست تشرح لطفل بعمر الخامسة من عمره عاما كاملا عن أن الشخص ذهب ولن يعود مطلقا فإنه لن يستطيع استيعاب المسألة.
يبدأ الدماغ البشري ابتداء من سن خمس سنوات إلى غاية سبع سنوات بتطوير قدرته على فهم معنى الأبدية واللارجعية, ليكتمل المفهوم بشكل كلي بسن السبع سنوات.
لذا لابأس من إخباره أن والده ذهب ولن يعود مطلقا كلما سأل, لأن دماغه لم يتطور لمرحلة استيعاب الأبدية, وسيدرك الحقيقة بنفسه عندما ينضج دماغه بعد عام أو عامين.
انتابتني قشعريرة وأنا أقرأ هذه التدوينة، لا أعرف لماذا .. يمكن تعاطفي مع الطفل في فقدانه لأبيه، مع أن فقدانه لأمه في هذا العمر يكون أكثر إيلاما ووجعا نتيجة الارتباط العاطفي الأكبر تجاه الأمر.
باعتقادي أن المعالجة هنا تعتمد على العمر وعمر الخامسة هو عمر حرج لأنه يقع بين مرحلتين بالتالي تصعب هنا المعالجة .. فالاقل من الخامسة يعتقدون ان الموت هو فراق مؤقت يمكن ان يعود الميت بمجرد ان الطفل يقوم بأمور تعود ان يسمع تحفيز او تشجيع من الأب عليها .. وبالتالي قد يقوم بفعلها وبنجاح واستغراق أكبر.
ولكن بدء من السادسة وهنا لنقل ما بين (5-6) نحتاج الى وضوح ذكي في بيان الموت ويجب عدم الاغراق في الشعور بالعاطفة والشفقة السلبية او استخدام الصوت المختلف عن الواقع للطفل او اشعار الطفل ان والده قد سافر أو ذهب بعيدا او انه في زيارة طويلة او هناك من يقول له حكايات خرافية ظنا أن الطفل سيندمج فيها .. هذه تسبب رواسب عميقة في نفسية الطفل ورد فعله .
رويدا رويدا سوف يفهم الطفل معنى الفقدان يتمثل في غياب الأب وفهمه معاني الموت .. هنا يجب تعزيز جوانب دينية في الطفل بصورة توجيهية مع ذكاء في انتقاء المعاني والمواقف.
التعليقات