قرأت مؤخرًا أن الإنسان يقضي ما يقارب 25 عامًا من عمره في النوم! رقم ضخم جعلني أتوقف قليلًا لأتأمل: كيف يمكن لشيء نفعله يوميًا دون وعي أن يستهلك كل هذا العمر؟ صحيح أن النوم ضروري لصحتنا الجسدية والعقلية، لكن تخيلت لو وجدت طريقة ذكية نستثمر بها هذا الوقت دون أن نؤذي أنفسنا ربما بالتعلم اللاواعي، أو بتحفيز الإبداع أثناء الحلم؟ كيف ترون أن بإمكاننا الاستفادة من سنوات النوم الطويلة دون أن نُفرط براحتنا؟
نخسر 25 عامًا في النوم وحده، فكيف يمكن تعويض هذا الوقت دون أن نخسر صحتنا أو عقلنا؟
أتذكر أنني قرأت في كتاب أشهر 50 خرافة في علم النفس عن أن التعلم أثناء النوم تقريبًا من الخرافات وأن الذين قد حققوا بعض النتائج قد يكون السبب وراء ذلك هو استيقاظهم أثناء النوم وسماع المعلومة ثم النوم مرة أخرى.
النوم هام وضروري لراحة العقل والجسم لكي يعملان بكفاءة وهكذا تم تصميم أجسادنا وهكذا خلقنا الله.
لذلك نامي يا بسمة😴🛌 النوم حلو "بصوت جابر الشرقاوي" 😂
لذلك نامي يا بسمة😴🛌 النوم حلو "بصوت جابر الشرقاوي" 😂
نصيحة جيدة، ذكرتني بصديق كان يعشق النوم لدرجة حصلت له عدة مشاكل؛
واحدة أنه نام عمداً وهو يعرف أن عليه امتحان لأن درجات الامتحان قليلة فلم يهمه..
والثانية بعدما صار طبيب ترك مكانه ونام حتى اضطر أهل المريض للذهاب إليه شخصياً ليوقظوه من النوم😂
غريبة فعلاً أنه صار طبيبًا رغم اللامبالاة! يبدو أن النوم كان يملك سحرًا خاصًا لديه، لدرجة أنه لم يبالي حتى بالمسؤوليات الكبرى، فالنوم كان أولويته، حتى لو كلفه ذلك امتحانات أو مهنته نفسها، يمكننا أن نقول أنه جمع بين تخصصين في وقت واحد: الطب والنوم.
النوم حلو ولا خلاف في ذلك طبعاً 😂😂 ولكنني بصراحة أشعر ببعض الانزعاج من هذا العمر الضائع يا سهام! جربت يومًا استغلال هذه الفكرة بعدما قرأت أن الدكتور أحمد زويل كان لا ينام سوى ٤ ساعات، ولكن يبدو أنني لست بمثل طاقته الفائقة، فمحاولاتي للقيام بذلك كانت فاشلة تمامًا! على ما يبدو النوم لا يساعد فقط في تجديد الجسم والعقل، بل أيضًا في الحفاظ على صوابنا.
وأخيراً جربت حلًا أكثر فعالية وهو الاستيقاظ مبكرًا والنوم مبكرًا، وهذا بصدق جعلني أنجز أضعاف ما كنت أنجزه لو أنني بقيت أراقب الساعة في منتصف الليل، فعلاً الجهد المبكر مثمر جدًا.
أعتقد أن سنوات النوم هي من الأوقات الضائعة ويجب علينا قبول ذلك، ليس علينا بالضرورة استثمارها وتعويضها، بل الأهم هو استثمار أوقات اليقظة الاستثمار الأمثل..
لكن بالنسبة لسنوات النوم الضائعة لا أجد مشكلة معها كونها ضائعة هذا طبيعي، فهناك سنوات طفولة ضائعة كذلك😂
لا أعتقد أن الطفولة ضاعت، على الأقل استمتعنا بها وكانت مليئة بالبراءة والتجارب التي ساعدت في تشكيل شخصياتنا الحالية، كما نتذكرها بسعادة ونتمنى لو أنها تعود.
لكن ماذا عن النوم؟ لا أرى فيه أي فائدة تذكر سوى التوقف المؤقت عن الحياة، فهو مجرد استراحة نأخذها لأجسامنا، لكن هل يترك فينا أي ذكرى أو تجربة تساعدنا على النمو؟ النوم لا يمنحنا شيئًا سوى الراحة، بينما الطفولة كانت مليئة بالاكتشافات واللحظات التي نعتز بها.
الرقم حقًا كبير ويجعلنا نتأمل كثيرًا! النوم ضروري جدًا لصحتنا الجسدية والعقلية فهو الوقت الذي يجدد طاقتنا وينظم ذكرياتنا ويعيد لجسدنا توازنه هناك أبحاث تدرس التعلم اللاواعي أثناء النوم وتحفيز الإبداع في الأحلام، لكنها لا تزال محدودة ولا تثبت إمكانية تعلم مهارات جديدة بشكل فعال خلال النوم
لكنني أعتقد أن استثمار النوم فكرة غير مناسبة لأن النوم هو وقت الراحة التي يحتاجها جسدنا وعقلنا بعد عناء يوم طويل نحن نكرس النهار للعمل والنمو والنوم هو لحظة لاستعادة النشاط وتجديد القُوى إذا استثمرنا وقت النوم في العمل أو التعلم سنفقد التوازن الضروري بين الجهد والراحة وقد تتحول حياتنا إلى سلسلة مستمرة من العمل والاستثمار بلا توقف
النوم هو هدية ثمينة تمنحنا القدرة على مواجهة الحياة بنشاط وتركيز لذلك من الأفضل أن نحترم حق أجسادنا في الراحة العميقة ونفكر في جعل أوقات يقظتنا أكثر إنتاجية ومتعة بدلاً من محاولة استثمار وقت النوم
إذا استثمرنا وقت النوم في العمل أو التعلم سنفقد التوازن الضروري بين الجهد والراحة وقد تتحول حياتنا إلى سلسلة مستمرة من العمل والاستثمار بلا توقف
كلامك صحيح نسبيًا، فعن تجربة عندما أفكر في أمر شاق أريد أن أفعله وأنام، أحلم بأني نفذت ذلك الأمر وانتهيت منه، وأشعر أنني بذلت جهدًا كبيرًا في الحلم 😂
والغريب أنني أستيقظ منهكة وغير مصدقة أنني مضطرة لإعادة الأمر مرة أخرى على أرض الواقع! وكأن الحلم كان شبيهًا بالإنجاز، لكن الحقيقة أنه لا يعطيني أي فائدة حقيقية، بل على العكس يجعلني أشعر بالتعب أكثر وكأنني بذلت مجهودًا مزدوجًا في عالمين مختلفين.
بالنسبة لي، عندي إشكالية أساسًا في محاولة " استثمار " وقت النوم كما نستثمر ساعات العمل أو الدراسة، لأنها تفترض ضمنًا أن النوم وقت مهدور، بينما هو في الحقيقة فعلٌ جوهري لا يقل أهمية عن أي نشاط واعٍ نقوم به.
النوم عملية حيوية معقدة، تعمل خلالها أجسادنا وعقولنا على صيانة نفسيهما: إصلاح الخلايا، تنظيم الهرمونات، ترسيخ الذاكرة، ومعالجة الانفعالات.
وأظن أي محاولة لتحويله إلى ساحة إنتاج إضافية قد تؤدي إلى إفساد جوهره.
وأثناء فترات الدراسة، لم أسهر قط للمذاكرة قبل أي امتحان، حتى لو هناك أجزاء فاتتني من المنهج ولم أذاكرها، أنام ولا أبالي ^ــــ^
والطريف أنني وجدت أن النوم الجيد قبل الاختبار يساعد الدماغ على تثبيت ما ذاكرته بالفعل، بدلًا من حشو معلومات متعبة في عقل مرهق.
وأثناء فترات الدراسة، لم أسهر قط للمذاكرة قبل أي امتحان، حتى لو هناك أجزاء فاتتني من المنهج ولم أذاكرها، أنام ولا أبالي
قلب جامد لا يبالي بشيء، لو كنت مكانك والله ما غمض لي جفن 😅 لكن بصراحة عندك وجهة نظر تُحترم، لأن النوم قبل الاختبار فعلاً يساعد الدماغ على ترتيب المعلومات وتثبيتها، ويمكن يكون أذكى من محاولة الحشو في آخر لحظة.
لكن أعتقد أننا أحيانًا نبالغ في النوم، بل ونلجأ إليه بدافع الملل أو الهروب، لا لحاجة حقيقية للجسد، وهنا يمكن فعلاً تقليص عدد ساعاته بحكمة، بشرط ألا نضر بصحتنا، بل نربح وقتًا إضافيًا نملأه بما يُفيد.
حقيقي فعلًا.
وأذكر أنه كان لي صديق ينام بشكل مفرط سواءً في النهار أو الليل، حتى أنني نصحته بأن هذه ليست حاجة جسدية، وأنت تهرب من المسؤوليات والمهام الموكلة إليه. لكن رغم نصيحتي، استمر في نمطه هذا لفترة، وأدركت فيما بعد أن وراء ذلك شعورًا عميقًا بالإرهاق النفسي والضغط الذي لم يكن قادرًا على التعبير عنه بشكل واضح.
النوم هو الوقود الذي يمنحنا الطاقة لمواصلة حياتنا بنشاط وفعالية، ولعل أجمل ما ندركه مع مرور الوقت أن النوم ليس مضيعة للوقت، بل مكافأة ثمينة لجسدنا وعقولنا، لا عقابًا.
نعم، مكافأة طبعًا ولا أنكر ذلك، فالنوم نعمة لا تقدر بثمن، لكن ماذا لو قمنا بتقليصه قليلاً في حدود ما لا يضر بصحتنا لنكسب ساعات إضافية نملأها بما نحب أو ننجز فيه ما يقرّبنا من أهدافنا؟ ليست الفكرة أن نحرم أنفسنا، بل أن نوازن بين الراحة والإنتاج، خصوصًا إن كان بالإمكان تدريب أجسامنا على نمط نوم أكثر كفاءة.
الفكرة مثيرة جدًا! 😊 لكن يمكن السؤال الأهم: هل عقولنا أصلًا قادرة على التعلم أو الإبداع بكفاءة أثناء النوم، أم أن النوم وظيفته الوحيدة هي "إعادة شحن" الدماغ؟ بعض الدراسات تتكلم عن ظاهرة التعلّم أثناء النوم أو الحلم الواعي ، لكن تطبيقها العملي ما زال محدود.
تخيلي لو وصلنا لمرحلة نقدر فيها نبرمج أحلامنا لتكون ورش عمل إبداعية أو مساحات لحل المشكلات! هل تعتقدون أن هذا ممكن فعلاً أم أننا سنخسر "سحر الراحة" اللي يمنحه النوم لو حاولنا استغلاله؟
عن نفسي منذ أن أصبحت أم وانا اعاني في النوم، لذلك لا احتاج لشئ سوى أن يتركني أطفالي انام براحتي
وماذا عن من يموت قبل هذه السن أو بها تحديداً؟! أنا لا أرى هذه الإحصائيات دقيقة، فهناك من ينام سبع ساعات وهناك من ينام ١٣ ساعة، وهناك من ينام أكثر، برأيي ليس هناك طريقة لاستغلال الأمر، ساعات النوم أظن أن ثمانية ساعات جيدة وعادلة للغاية، يتبقى بعدها ثلثي اليوم لو راقبنا دقائقهم وقمنا باستغلالها لكنا في نفس مستوى ايلون ماسك.
بالتأكيد يختلف عدد ساعات النوم من شخص لآخر حسب العمر والحالة الصحية وحتى نمط الحياة، لكن ما لا جدال فيه هو أن قسطاً كبيراً من أعمارنا يضيع في النوم.
وقد راودتني فكرة: هل يمكن للإنسان أن يدرب جسده على الاكتفاء بعدد ساعات نوم معين؟ مثلاً قرأت أن ٦ ساعات يومياً قد تكون كافية دون ضرر، بشرط أن نعود أنفسنا عليها بالتدريج وهنا تكمن الفكرة، إن أحسنا استغلال ما تبقى من اليوم بدقة ووعي، قد ننافس حتى إيلون ماسك في الإنتاجية 😀
ايلون ماسك مثلا لا يقوم بجهد بدني مثلي، لا يمشي على قدمه ويصعد ويهبط تماماً مثلي ومثلك لذلك ست أو خمس ساعات مناسبة له، النوم ساعاته تحدد حسب الجهد وحسب نمط السلوك وكم نسبة الأعمال العقلية والأعمال البدنية به، لذلك أرى أن ست ساعات صعبة بصراحة
بالعكس، أظن أن إيلون ماسك يبذل جهدًا كبيرًا، لكن ليس بالضرورة جهدًا بدنيًا مثل أغلب الناس، بل جهدًا ذهنيًا مكثفًا. الرجل يفكر في أمور معقدة وغريبة أحيانًا، من الصواريخ إلى الذكاء الاصطناعي والمستعمرات على المريخ.
هذا النوع من التفكير المتواصل مرهق جدًا، وربما هو ما قد يجعله يكتفي بست ساعات من النوم، لأن نشاطه العقلي هو المحور الأساسي في يومه، لكن يظل سؤال النوم مسألة شخصية تختلف من شخص لآخر، فالبعض يحتاج 8 ساعات ليكون في أفضل حالاته، والبعض الآخر قد يكتفي بأقل، فالمسألة في النهاية مرتبطة بنمط الحياة أكثر من كونها مقياسًا ثابتًا للجميع.
.
الفكرة المغرية هنا ليست أن نحول النوم إلى ورشة عمل، بل أن نعيد النظر فيه كمساحة غير مستغلة في وعينا فقط، بينما في العمق هو أكبر مشروع صيانة مستمر لعقولنا وأجسادنا. بدل مطاردة “التعلم أثناء النوم” بحلول سطحية، يمكننا أن نزرع في العقل الباطن ما نريد أن ينمو أثناء الراحة: قراءة شيء محفز قبل النوم، كتابة سؤال نريد إجابته، أو حتى الاستماع لأصوات وأجواء تغذي الإبداع، ثم ترك الدماغ يكمل اللعبة في الخلفية. النوم ليس الوقت الذي يتوقف فيه كل شيء، بل هو الوقت الذي تعمل فيه أعظم نسخة خفية منا… المشكلة أن معظمنا يرسل لها تعليمات فارغة.
التعليقات