كلما اقتربتُ من فكرة الأمومة، يهمس في داخلي سؤال لا يهدأ:

هل يمكن أن أكون أمًّا… دون أن أفقد نفسي؟

دون أن تنطفئ الأحلام التي زرعتها في طريقي؟

دون أن أتنازل عن ذاتي شيئًا فشيئًا، حتى أصبح مجرد ظلّ؟

أحبّ الأمومة من أعماقي، لا لأنها واجبٌ اجتماعي، ولا لأنها مرحلة لا بدّ منها…

بل لأنها نداء دفين يسكن قلبي، لأنني أشتاق لصوت صغير يناديني "أمي"، ويدين صغيرتين تبحثان عن أماني، ونظرات بريئة تجد في وجهي الوطن.

لكن في الوقت نفسه…

أحمل داخلي أحلامًا ليست أقل قداسة، أهدافًا بنيتُها حجراً حجراً، طموحات لا أريد دفنها في زوايا الصمت.

أريد أن أكون أمًّا، نعم…

لكن لا أريد أن يضيع طفلي بين انشغالاتي، ولا أن أضيع أنا تحت ثقل التضحيات.

أريد أن أعطي طفلي الحب، الوقت، الرعاية، والاهتمام.

أن يشعر بأنه أولوية، لا هامش في جدول مزدحم.

وفي الوقت نفسه…

أريد أن أحقّق ذاتي، أن أكون امرأة ناجحة، مستقلة، قوية، تفرح بإنجازاتها، وتُلهِم من حولها.

أريده أن يفخر بي، لا فقط كأم، بل كامرأة لم تتخلَّ عن أحلامها.

أنا لا أبحث عن الكمال، بل عن التوازن.

عن طريقة أُرضي بها ضمير الأم… دون أن أُغضب قلبي.

لكن…

هل يمكن فعلًا أن أحقق هذا التوازن؟

أم أنني سأظلّ ممزقة بين طفل يستحق كل شيء… وذاتٍ تخشى أن تُنسى؟ 🤍