جاءت إحدى بنات صديقي باكية؛ تشكو إليه صياح صديقتها أثناء اللعب فيها، فطمأن صديقي ابنته وأفهمها إنه لا داعي لانزعاجها من صياح صديقتها فهو أمر بسيط، لكنها أجابته إن ذلك الصياح هو تنمر من صديقتها فصديقتها متنمرة!
قد كنا فيما سبق لا نسمع عن مصطلح التنمر إلا في حالات نادرة، وفجأة زاد الوعي به لدرجة كبيرة، بحيث أصبح كل فعل طفولي مشاغب يمكن وصمه بالتنمر، وندعو الطفل صاحب الفعل بالمتنمر..
لقد زادت التوعية عن التنمر من حساسية الأطفال تجاه كل فعل بسيط من زميل المدرسة، فأصبح الطفل يبحث عن علامات التنمر في كل تفاعل، ويفسر كل فعل بسيط من زميله على إنه هجوم شخصي.
فقد يحزن الطفل وينطوي على ذاته لو صاح به طفل آخر، وقد يشعر بانعدام القيمة لو لم تتم دعوته إلى حفلة أو مجموعة للعب، أو يشعر بالتهديد إذا علّق طفل آخر بعفوية على ملابسه..
إذ بدأ الأطفال يرون أنفسهم كضحايا محتملين باستمرار، فقد يزيد ذلك من شعورهم بالقلق، انخفاض ثقتهم بأنفسهم، وعزلتهم الاجتماعية، مما يفاقم معاناتهم بدلاً من تخفيفها.
كيف يمكننا تجنب الآثار النفسية السلبية الناتجة عن زيادة التوعية بالتنمر عند الأطفال؟
التعليقات