إذا وجدت نفسك في موقف يكون فيه تدخلك سبب في حل مشكلة كبيرة تواجه والديك ولكن هذا التدخل قد يؤدي إلى خلاف كبير بينك وبينهم، كيف ستتعامل مع الموقف؟ هل ستختار المخاطرة والتدخل لحل المشكلة رغم العواقب المحتملة؟ أم ستفضل الابتعاد لتجنب الخلاف؟ ولماذا؟
تدخلك يحل مشكلة والديك ولكنه قد يعرضك لخلاف كبير معهما، ستخاطر أم لا؟ ولماذا؟
أنا عن نفسي ومن واقع تجربتي الشخصية لن أتدخل. وذلك لأن الموقف قد حصل بالفعل معي من قبل وأعتقد أن تدخلي لحل المشكلة قد أدى لمشاكل أكثر مما كانت المشكلة نفسها ستفعله. مؤخرا بدأت أتخذ ذلك النهج في حياتي كلها، لم أعد أبادر لمساعدة أحد طالما لم يطلبها هو مني، وذلك ليس كرها مني لمساعدة الغير ولكن لأنني أدركت أن هذه أفضل طريقة لتحقيق السلام مع نفسي والغير وتجنب الخلافات قدر الإمكان
ولكن عدم تدخلك بالمساعدة لحل هذه المشكلات التي يعلم من حولك أنك قادر على حلها، ألا يصنع هذا مشكلات بينك وبينهم؟ ألا يتهمونك بالسلبية أوالأنانية؟
لا أذكر أن هذا قد حدث من قبل، وهذا ببساطة لأنني كما ذكرت لا أرفض المساعدة لكنني لا أبادر بها، لكن بمجرد ان يطلب أحد المساعدة مني بشكل مباشر أكون أسرع من يلبي النداء وأقدم كل ما أستطيع تقديمه للمساعدة. كما أنني بدأت مؤخرا أن أضع تلك القاعدة بشكل واضح أمام من حولي، من يحتاج مساعدتي فليطلبها مني مباشرة
أنا لا أتدخل مثل @Kareem_Magdy لأن تدخلي سيعني بالنسبة لهم تحيزي لأحد الأطراف على حساب الآخر، فبالتأكيد لا بد وأن أحدهم مخطئ، وهذه مشكلة أخرى تزيد الأزمة تعقيدا لأنهم سيعتبرون التحيز دليل حب وتفضيل أحد الأطراف على حساب الثاني وهذا لا يؤدي سوى لتوسيع دائرة أطراف الخصام.
كيف تضبط أعصابك؟ من الصعب جداً أن يرى الانسان مشكلة أمامه ولا يتدخل، سيشعر بتوتر كبير جراء هذا الأمر، ولذلك لا أستطيع الصراحة ضبط أعصابي في هذه المواقف، فكيف لو كانوا أهلي هم الذين يشكّلون هذا الموقف!
بالفعل، هذا السؤال صعب للغاية ولا يمكن أن تكون له إجابة واحدة فقط.
الاحتمالات كثيرة ولا يمكن تطبيقها جميعاً على إجابة واحدة. في وجهة نظري، الخبرة تلعب دوراً حاسماً. إذا كان تدخلي لحل المشكلة سيؤدي إلى إنشاء مشكلة أخرى وسأكون السبب فيها، فأفضل الابتعاد والاكتفاء بتقديم النصائح أو تقريب وجهات النظر فقط.
لا يمكننا المشكلة أن نتكهن في أن تدخلنا سوف ينشأ مشكلة الصراحة، لإن هذه الأمور أشبه بخطوة يتبعها خطوة، يعني كل خطوة لا تعرف نتائجها حتى تخطوها بالفعل، خاصة في موضوع انفعالات الأهل التي تأتي أحياناً بشكل غير مبرر
لو كانت المشكلة تسبب عبء وضغط كبير عليهم سأتدخل حتى لو كانت تكلفة ذلك أكبر من ما تصف، لا بأس عندي لو حدث بيني وبينهم خلاف في سبيل أن يستريحوا هم من ضغط هذه المشكلة، وبالتأكيد سأجتهد بعدها لزوال هذا الخلاف.
أما لو كانت مشكلة بسيطة لا أثر واضح ولا تأثير بالغ لها فلهم بها مطلق الحرية ولن أتدخل إلا لو طلبوا مني ذلك، ولا أرى في ذلك سلبية مني ولكن السعي المبالغ فيه لتقديم المساعدة قد يجعلهم يشعرون بالعجز
هل تعلم أنه من البر أن تنصح والديك بالعدول عن الباطل الى الحق لو كانا على باطل؟ وأنه يحق لك أن لا تطيعهما في الباطل ولا يعد ذلك عقوقا؟ طبعا دون المساس بمكانتهما يبقيان والدان لا رفع صوت ولا أخذ موقف ولا عصيانهم في باقي الامور،
وأي خلاف او مشكلة لاشك فيه وجه حق و وجه باطل، وأنت بما أنك قلت انك تستطيع حل المشكلة فأنت تعرف وجه الحق فيه! هنا لزاما عليك يا صديقي أن تظهرة، خاصة إن كان يزيل ظلماً أو يرفع كرباً أو ينقذ شتات العائلة فلا تتردد!، ولو كان في ذلك خلاف بينك وبينهم. فالحق أحق أن يتبع، والله أمرنا بالإصلاح بين الناس، خاصة بين الوالدين. ولكن، احرص أن يكون تدخلك بالحكمة واللين، فأصلح دون أن تجرح، وأوضح دون أن تسيء..
الموقف الذي وصفته يتطلب مزيجًا من الحكمة والتوازن العاطفي. عندما يتعلق الأمر بوالدينا، فإن حبنا وحرصنا عليهم قد يدفعنا للتدخل، ولكن يجب أن نضع في الاعتبار تأثير أفعالنا على العلاقة معهم..
شخصيًا، سأختار التدخل إذا كان الحل ضروريًا وأساسيًا لمصلحة والديّ، حتى لو كان ذلك يعني مواجهة خلاف مؤقت معهم. ومع ذلك، سأحاول تقديم الحل بأسلوب يجعلني أقرب إلى دور الداعم والمحب بدلًا من فرض وجهة نظري عليهم. أحيانًا، العلاقة نفسها تكون أهم من حل المشكلة، لذا التوازن والوعي بمشاعر الطرفين هو المفتاح. لماذا؟ لأننا كأبناء مسؤولون عن مصلحة والدينا، لكن يجب أن نحافظ على احترامهم ورغبتهم في إدارة حياتهم كما يرونها مناسبة.
التعليقات