لماذا نقضي أحياناً أوقاتاً طويلة في القلق بشأن أمور بسيطة، بينما نكتشف في النهاية أن كل هذا القلق لم يحل حتى أصغر جزء من المشكلة؟
أكبر قدر من القلق لا يحل أصغر قدر من المشكلة
القلق شيء فينا لا يمكن أن نهرب منه ولكن يمكن أن نتحكم فيه، وهذا لن يكون إلا بالتجارب فعندك مثلا قلق الأخ على أخية الصغير لو غاب عن نظره لثواني وهم خارج المنزل للتنزه ولكنه مع الوقت وعندما يكبر هذا الأخ قليلا يقل هذا القلق بالتدريج لأنه تم التحكم فيه عن طريق التفكير المنطقي فلو فكرنا منطقيا في الأمور وحاولنا تهدأة أنفسنا فسيقل القلق ونتحكم فيه.
الجهل أو المجهول مخيف، خذها قاعدة عامة فى الحياة أى شئ تخافه إن لم يكن حراماً أو خطأ أو خطر إفعله، هناك طفل صغير صعد أعلى مأذنة مسجد بجوارها كافتيريا والطفل بالخطأ فقط توازنه وسقط من فوق المأذنة، لكن لحسن حظه وقع على كراسي الكافتيريا البلاستيك فكسرها ولكنه سليم فإجتمع الناس حوله ليطمئنوا عليه ولكنه سليم فقام وهرب منهم ظناً أنهم سيضربونه بسبب صعوده المأذنة، هذا مثال عملى على أن المجهول مخيف فسقوط الطفل من على المأذنة بما أنه أصبح شيئاً معلوماً له خلاص لاوجع ولا دم أو كسر ذهب عنه خوف السقوط وظهر له خوف ردة فعل الناس على صعوده المأذنة.
هكذا من يذهب الإمتحان خائفاً لايعلم أى الأسئلة سيجدها، لكن من أعطاه مدرسه الإمتحان على سبيل الغش مقابل المال، كما يقال بالمصر "حاطط فى بطنه بطيخة صيفي".
عشان كدا علاج القلق والخوف العلم بالشئ وعدم ترك مساجة للمجهول، وأفضل شئ يزيل القق والخوف هوا فعل الشئ نفسه.
أما حل امشاكل لاعلاقة له بالقلق بل القلق لايدع الامر للعقل ليجد حلولاً بل يركز على السلبي فى الأمر ويهوله، لكن حل أى مشكلة ورقة وقلم وتفكير واضح فى الحلول والهدف النهائي.
القلق من الأشياء التي يُقال فيها القليل منها يكفي، فلا داعي لأن نقلق بشدة حيال أي شيء، لأننا لو قلنا إن القلق له فوائد 10% فإن سلبياته ستمثلها النسبة المتبقية.
لنأخذ هذه المشكلة المبهمة التي أشرت لها في المساهمة:
هذه المشكلة وتطوراتها تسير وفقًا لما نتخذه من إجراءات وخطوات فعلية تجاهها. القلق بالنسبة هو "شعور" أي أنّه ليس متفاعلًا في المعادلة. هو فقط عامل حفاز يكفي إضافته بتركيز بسيط، فهو سيخرب التجربة كلها إذا زاد عن حده.
بالنسبة لي يرتبط القلق بالخيال الواسع.
الشخص القلوق هو إنسان ينسج في عقله عشرات السيناريوهات والقصص لما يمكن أن يحدث أو لا يحدث، ويقلق بشأن كل هذا في نفس الوقت، وهذا أكبر من طاقة المرء على التحمل.
لذا أحاول أن أراقب أفكار، وألا أسرح وراء خيالي وأنغمس في افتراضات لم تحدث بعد وأقلق بشأنها.
لكن أحيانًا يتحول هذا القلق لحالة مرضية، لذا حينها سيكون الحل الأمثل هو رؤية طبيب لأن المرء حينها سيكون غير قادر على السيطرة على سير أفكاره.
التعليقات