تقول نظرية الرجل المجرم التي ابتكرها العالم الإيطالى تشيزرى لومبروزو أن المجرمين وُلدوا ليكونوا مجرمين، إذ أنهم يتشابهون معًا في سمات جسدية واحدة موجودة بالوراثة، وقد جاء ذلك بعد فحصه للكثير من أجساد المجرمين الأحياء والمتوفين لإثبات نظريته، برأيك هل يمكن أن يتشابه المجرمون في بعض الصفات بالفعل وبدرجة تجعلنا نستطيع تمييزهم عن غيرهم؟ أم أن التشابه أحيانًا يكون مجرد صدفة ليس أكثر؟
نظرية الرجل المجرم (لومبروزو)، المجرمين لهم سمات خاصة بالوراثة
في فيلم The Green Mile كان هنالك مسجون عملاق وضخم ومن نظرة يهابه الأشخاص حتى الحرس ولكنه كان يمتلك قلب طفل وحتى أنه حكم عليه بالسجن لشكهم فيه وأنه فعل جريمة ما ولكنه لم يفعل، أعتقد هذا ما يحدث في العالم سواء بنظرية لومبروزو أو بدونها، وهذا ما يقال عنه اليوم العنصرية حيث يتم الحكم على شخص ما بسبب ملامحه أو ربما جرح ما في وجه أو في جسده يتم التعامل معه كأنه مشتبه به، لأن مظهره الخارجي يدل على هذا بسبب ملامح جينية ليس له دخل فيها، هذا غير منطقي ولكن يمكننا أن نقول أنه هنالك صفات جينية معينة تتحكم بالتصرفات ولكن ليس بالشكل إطلاقا كنظرية تأثير الشر أو تاثير لوسيفير للعالم فيليب زيمباردو مثلا.
هل الحديث عن الصفات الجسدية؟
لا أعتقد ذلك، والعصر الذي نعيش فيه الآن يدحض تلك النظرية. الكثير من المجرمين الآن يرتدون نظاراتٍ طبية ويجلسون خلف شاشات الكمبيوتر وينتجون المحتوى ويقومون بكل ما يقوم به الشخص الطبيعي.
هل سمعتِ عن الرجل الذي كان على وشك اغتصاب فتاة صغيرة في مدخل عمارة بأحد أحياء القاهرة رغم أنه كان يرتدي بزة رسمية ويحمل حقيبته السوداء في وقار، ولو رأيته بالشارع لقلتِ إنه يعمل في بنك؟
في رأيي هذه دراسة زائفة وأتوقع أن غرضها عنصري بشكل أو بآخر، فما نختبره على أرض الواقع أن من ظهر العالم يخرج فاسد والعكس، كما أرى أن السمات الجسدية بدون العوامل الأخرى سواءً كانت مادية أو ثقافية أو اجتماعية؛ لا تؤكد على مستقبل طفل، فقد يولد من يملك موهبة، لكن مع التأثيرات الأخرى غير المحفزة تضمر موهبته، فلماذا لا تضمر الطبيعة الإجرامية -فرضًا- لو وُضِعت في مجتمع غير إجرامي؟!
كما أرى أن السمات الجسدية بدون العوامل الأخرى سواءً كانت مادية أو ثقافية أو اجتماعية
بالضبط، وهذا هو ما جعل صاحب النظرية يتعرض للكثير من الانتقادات، لذلك قام بتقسيم المجرمين إلى فئات مختلفة توضح طبيعة المجرم مثل: المجرم السيكوباتي والمجرم بالصدفة والمجرم السياسي وغيرها من الأنواع لتبرير الجزء الأول من نظريته.
الأبحاث الحديثة في علم الجريمة وعلم الوراثة أثبتت أن الجريمة لا يمكن تفسيرها فقط من خلال العوامل البيولوجية أو الجسدية. وأرى الأقرب هو أن العوامل النفسية والاجتماعية هي من تلعب دورًا كبيرًا في تحديد السلوك الإجرامي. فكّري مثلا في: التنشئة الاجتماعية، والبيئة الأسرية، والتعليم، والضغوط الاقتصادية، ....
لا يمكن تعميم السمات الجسدية أو البيولوجية على سلوك معين؛ لأن الشخصيات الفردية معقدة ومتعددة الأبعاد. النظرية القائلة بأن هناك سمات جسمانية يمكن أن تحدد الجريمة هي نظرية عفا عليها الزمن؛ حيث أن السلوك الإجرامي هو نتاج تفاعل معقد بين العوامل البيولوجية والبيئية والنفسية.
هى صدفة محضة فالسلوك الإجرامى ليس عوامله البيولوجية فقط بل إقتصادية تدعوا للسرقة وإجتماعية تدعوا للإنتقام ونفسية تدعو لأذية النفس ولأذية الغير، أو مجتمعين جميعهم معاً مكونين مجرم خطير يقوم بجميع أنواع الإجرام، أياً تكن سماته البيولوجية فالبيئة التى نشأ فيها المجرم أيضاً تشكل توجهه الإجرامي، لكن يمكننا قول أن هناك بعض العوامل النفسية التى تكون ناتجة عن مثلاً الصفات التى ذكرتيها تشير لوجه قبيح وهذا عامل نفسي قد يسبب جرائم بسبب أنه يرى الكثيرين ممن هم أجمل منه وهوا لايعجبه أن يكون هناك أفضل منه مثلاً.
وهذه النظرية أظن أنها لا دليل علمي عليها وإلا لكانت الحكومات سجنت وقيدت أو عدمت أو نفت جميع السكان الذين بنفس المواصفات التى تذكرينها.
هذه النظريات والشبه الذي حددوه . قد شذت في هذا العصر .. وللاسف احيانا تكون اضرت .. وكما يقال لكل قاعدة شواذ ..
كمثال هم حددوا سمات في الشكل ملامح للوجه معينة تميل الى اللا جمال .. ومانراه في هذا العصر ان بعض القتلة المتسلسلين والاشهر كانوا في اتم الاناقة والجمال والهدوء وحسن الاخلاق لدرجة انه لايشك احد فيهم .. وهم بذلك خالفوا بعض قواعد التشابه
في القران الكريم حذر من هذا الصنف من البشر والذي نسميه في علم النفس السيكوبات او الثلاثي المظلم ... ووصفهم بدقة ..
قال تعالى
(وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ )
لاجل ذلك لانجعل من كل نظرية وضعها البشر بناء على دراسات لزمن معين كأنعا اية قطعية الثبوت وتعمم لعقود من الازمنة .. ونحن نعلم ان الانسان مع الزمن يتكور شكلا وفكرا ومنطقا بالاضافة لتغير العصر والثقافات ...
لو عدنا لما وصفه هذا العالم لومبروزوا ..
من ناحية الصفات الجسمانية والملامح .. وذكر ايضا وجود بثور كثيره ... ايضا .. وصف انهم عديمي الاخلاق .. وانا لست مع تلك النظرية ..
فالمجرمين الان خالفوا ذلك كله ..
ولو عدنا للماضي الذي جعل المجرمين كما وصفهم بحكم دراسته للسجناء-.. كان الماضي قبل الحرب العالمية و خاصة في عصر النهضة بعد الحرب العالمية الثانية وتطور الاعلام وظهور التمثيل والفناء وغيره .. كان مجتمع ينبذ من لايتميز بجمال او فيه بعض التشوهات كوجود وحمة او بثور .. كذلك اذا فيه تشوه خلقي .. يصبح منبوذا وقد يعتبروه لعنة شيطانية وقد يتشاىمو منه .. وليس لهم فرص في العمل ولاتقبل من المجتمع فيعيشون حياة اقتصادية صعبة وحياة اجتماعية وعزلة . فينتج عن ذلك كره وحقد وعدوانية تجاه المجتمع ويصدر منه سلوكيات الاجرام .. وهذا ماعزز نظريته ..
الان الوضع اختلف تماما مع التطور وحقوق الانسان والعلم والوعي ورقي الفكر وفهم الناس والدراسات النفسية التي تطورت .. واصبحت تلك النظرية لاتعزز كثيرا ولا تعتمد الا ماندر ...
ان الاجرام احد ابرز اسبابه النشاة الغير سوية والتي تضمنها العنف والاعتداء بانواعه والمجتمع والبيىة الغير سوية .. وشح الفرص وغياب القدوة .. وغير ذلك مما يواجهه الانسان في محيطة من قسوة الحياة والناس التي فوق الاحتمال ممايؤثر على فكره وشخصيته وانسانيته .. كذلك تلعب الوراثة دور احيانا اذا عززت بالواقع السيء .. ناهيك عن الامراض الذهانية واضرابات الشخصية ..
وغالب هؤلاء المجرمين يكونون على ذكاء عالي من المكر والخداع حتى يستكيعوا ان يخفوا حرائمهم ..
من خلال ذلك رأينا جميلين وانيقين ومتعلمين وراقيين . وايضا العكس من لهم ملامح قاسية او مخيفة احيانا .. فنقول لا الملامح ولا المظهر ولا التعامل ولا المنطق نتخذهم قواعد لتحديد المجرم .
التشابه بين المجرمين يمكن أن يكون متعدد الأوجه ومعقدًا. دعوني ألقي نظرة على هذا الموضوع:
- التشابه البيولوجي:
- هناك بعض الأبحاث تشير إلى أن بعض الصفات البيولوجية قد تكون مشتركة بين المجرمين، مثل انخفاض نسبة السيروتونين في الدم أو الأعصاب.
- ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن هذه الصفات ليست حصرية للمجرمين وقد توجد أيضًا لدى الأشخاص الآخرين.
- التشابه الاجتماعي والبيئي:
- قد يكون التشابه بين المجرمين نتيجة للظروف الاجتماعية والبيئية المشتركة، مثل الفقر أو العنف المنزلي.
- يمكن أن يكون التشابه في الخلفية الاجتماعية أو الثقافية أيضًا عاملًا.
- الصدفة:
- قد يكون التشابه في بعض الصفات مجرد صدفة. يمكن أن يكون هناك أشخاص غير مجرمين يشتركون في بعض الصفات نفسها.
في النهاية، يجب أن نتعامل مع كل حالة على حدة ونأخذ في الاعتبار العوامل المتعددة التي تؤثر على السلوك البشري. 🌟
التعليقات