لا بد وأنك في هذا العصر التكنولوجي أن يكون هناك جهاز أو برنامج تعتقد أنه ينبغي تقييده وتنظيمه بسبب أضرار لا يلقي لها المجتمع بال؟ ولماذا؟
جهاز أو برنامج تعتقد أنه ينبغي تقييده وتنظيمه بسبب أضرار لا يلقي لها المجتمع بال؟ ولماذا؟
تسويق الإباحية أمر لا نستطيع السيطرة عليه، قبل أيام دعايات على فيسبوك لهذه البرامج، وخلال هذه السنة لاحظت أن انستغرام يقوم بترويج هذه الأمور أيضاً لإنها تحقق مشاهدات عالية وخاصة بالريلز، الأمر برأيي كلما كان مطلوباً أكثر بالعالم سوف نشهد طغيان غير طبيعي بانتشار هذه الأمور في الحياة، إذ المشكلة ليست في التطبيقات الكثيرة بل في الطلب اللامتناهي أو العالي جداً ما يخلق مزيد من العرض في سوق الناس الافتراضي.
وهذا يزيد من ضرورة تقييد هذا المحتوى؛ لأن معظم مشاهديه مغيبين وفاقدين للقدرة على السيطرة على أنفسهم، ولذلك لا بد من وجود يد عليا لها سلطة تتخذ قرار بحظر ذلك مهما كانت الخسائر الناتجة عن القرار، ولكن الكارثة أن من بيده القرار مستفيد من الأمر فلن يمنعه، تعرف يا ضياء أنني كنت آمل أن أكون مخترق أو عبقري بالبرمجة لأمنع هذه المواقع ولكن عندما كبرت أدركت أن الأمر صعب ولا يتناسب مع قدراتي، وحتى اليوم آمل أن يأتي أحد يستطيع أن يغلق هذه النوافذ القذرة.
التيك توك بكل تأكيد، ولا عجب أن عدداً من الدول اتخذت قراراً بحظره لتأثيره السيء على المجتمع والأفراد بشكل عام والأطفال بشكل خاص وأكبر.
خسارة للوقت والمال والقيم.
لأول مرة أتفق مع الولايات المتحدة الأمريكية في مسعى، حيث يعملون على إغلاق هذا التطبيق الذي أراه بأقل ما أراه هو أنه تطبيق بذيء سخيف ويفقد الإنسان قيمته بدخوله لهذا التطبيق حتى ولو لم يفتح لايف، لإن هذا النوع من التطبيقات يحوّل الإنسان من تجربة إنسانية واستعراض لها إلى سلعة رسمي تباع وتشتى ويقامر عليها!
ما الفرق بينه وبين غيره؟ التيك توك كان وما زال وسيلة رائعة للاعتراض على المشكلات الحادثة في العالم، وبما أنه تطبيق صيني، فهو لا يحجب المحتوى الذي يعادي "أنت تعلم من". لقد كان له دور لا يوازيه غيره في دعم القضية الفلسطينية، وما زال. والدليل: كان مجلس الحرب الإسرائيلي يعرض مقاطع من التيك توك يشرح فيها بعض المؤثرين القضية، وآخر الأخبار فيها. تأثيره على الرأي العام كبير جدا.
الموضوع ليس حكرًا على القضية وحسب، اعذريني على ما سأقوله ولكن هذه الشركات تستخدم قضيتنا لتربح المواقف أمام الناس، إيلون ماسك أكبر مثال، لطالما صدح بحرية التعبير والسماح للفلسطينيين بالتغريد بحرية ولكن ما نراه ليس إلا مجرد كلام خاوٍ، تيك توك مسائه أكثر من محاسنه، كغيره من مواقع التواصل الإجتماعي، وبالمناسبة هناك كلام يشاع بأن المحتوى الذي يعرض في التيك توك في الصين يختلف عن المحتوى الذي يستهدف المستخدمين خارج الصين، والمليء بالتفاهات والرذائل!
أي أنه حتى الصين نفسها معترضة على هذا النوع من المحتوى الشائع في التيك توك..
الفكرة هي هل نغلق المنفذ الوحيد من منفذين موجودين لنا حاليا لاستغلالهم لصالحنا أم نحافظ عليهما، ونتجنب نحن المساوئ بمعرفتنا حتى نوجد بديلا أو يقضي الله أمرا؟ أرى ترديد فكرة التيك توك سيء ويجب منعه، ستوجد الحجة للأنظمة التي نعرفها لمنعه في دولنا. هل هذه هي النتيجة التي نريد الوصول لها؟
لقد تم بالفعل حظره في دولتي كما في بعض الدول العربية، كما أن التيك توك بحد ذاته مساوئه أضخم بكثير من محاسنه إن وجدنا به محاسن، هي ليست إلا حسنة واحدة وأنتي ذكرتيها، كما أن صناع المحتوى في التطبيقات الأخرى أصبحوا على دراية بكيفية التحايل على خوارزميات التطبيق وينشرون عن القضية ويتفاعلون بشكل مستمر، فهل ندفع ثمن نصرة القضية "أونلاين" بهدم جيل كامل؟ ألا يصب هذا الإنحلال الأخلاقي المتفشي في مصلحة العدو الذي سيرى مجتمعات هشة لا قدرة لها على مواجهته؟
هو بالنسبة لي له محاسن كثيرة جدا. أي خبر جديد، يكون أول مكان أسمع عنه فيه، وأصل لمحتوى مصور للواقعة يكون التيك توك. ولا أقصد بذلك أخبارا عن فلسطين فحسب، بل أي حدث في العالم. ويكون سماعي عنه من خارج التطبيق بعد الحدث بعدة أيام على الأقل. مثالا على ذلك: حادثة درنة، وانفجار بركان إتنا، وحريق لاهاي العام المنصرف.
لا أرى أنه هو من سيؤدي لهدم جيل كامل، هو متهدم لأسباب أخرى يطول شرحها. لكن، أراه أداة مثله مثل غيره لا يفرق عنهم شيء. من يريده للوصول للتفاهات، ونشر المحتوى السخيف، وغيره يمكنه فعل ذلك. ومن يريده للوصول لأخبار العالم، وتعلم أشياء جديدة ومفيدة، وحتى طلب المشورة العلمية يمكنه ذلك. العام الماضي تابعنا لحظة بلحظة حادثة لاهاي مع واحد من الناس كان معه درون بالقرب من المنطقة، وفي النهاية، وبالتعاون مع مجموعة كبيرة، تم التوصل للكثير من خلفيات الحادث التي لم تكن لتخرج للنور أبدا.
ويكون سماعي عنه من خارج التطبيق بعد الحدث بعدة أيام على الأقل. مثالا على ذلك: حادثة درنة، وانفجار بركان إتنا، وحريق لاهاي العام المنصرف.
وهذه الأمور أعرفها من تويتر وغيري يعرفها من انستقرام، هذه ليست ميزة إضافية لتيك توك على حساب مواقع التواصل الإجتماعي الأخرى.
مشكلة التيك توك يا هاجر أنه يقوم على تعزيز السلوك الإدماني، الكثير ممن أعرفهم أقرّوا أن تيك توك سبب لهم الإدمان أكثر من بقية التطبيقات، كما أنه كما يبدو "يتعمد" عرض المحتوى الخادش للحياء بشكل رئيسي رغم أن أغلب مستخدميه هم من الأطفال، كما أن له القدرة على التأثير في الأطفال، كم من حوادث سمعناها كان السبب فيها أن طفلًا شاهد فيديو على تيك توك وقرر تقليده!
الشركة لا تقوم بأي جهود في حماية الأطفال من هذه التهديدات والمحتوى السيء، حتى أنها لا تعبر عن اهتمامها بهذا الأمر أصلًا!
من هذه البرامج هو التليجرام, حيث عند فتح اللوكيشن (الموقع) يمكن للقريبين منك مشاهدتك ورقمك واسمك وصورتك وهذا اختراق للخصوصية
لا يفعل التيليجرام ذلك. وإن كانت هذه خاصية جديدة، فأنا لم اسمع عنها، ولكن التيليجرام من أفضل التطبيقات الموجودة حاليا، ويكاد يكون الوحيد في الساحة خارج نطاق الهيمنة الغربية، ومنعها لتداول ونقاش موضوعات على هواهم.
بالفعل هذا شيء مزعج لم انتبه له قبل الآن رغم أنه أزعجني، هو تطبيق التلغرام أصلاً كله مليء بالمشاكل التي على مستوى الفيديو والاتصال أو حتى الأهم على مستوى أنه صار بؤرة غير محترمة نهائياً لكل قراصنة الأعمال الفنية، حيث كما يقول صديقي بمزاح حين يصف التلغرام بأنه يقوم بتحويل حقوق الطبع المحفوظة، إلى حقوق طبع مع بوظة ههههههه (البوظة بالسوري آيس كريم)
التعليقات