قد يواجه الكثيرون منا تحديًا في التعبير عن مشاعره، لذلك قد يرى بعض الأشخاص أن عدم إظهار المشاعر هو الخيار الأفضل. برأيك، لماذا لا ينبغي على المرء اظهار مشاعره كثيراً؟
برأيك، لماذا لا ينبغي على المرء اظهار مشاعره كثيراً؟
ربما نتيجة الخوف من ردود الفعل السلبية: قد يخشى المرء من أن يتعرض للانتقاد أو السخرية أو الرفض أو الإهانة إذا أظهر مشاعره بصراحة، خاصة إذا كانت مشاعره تخالف التوقعات الاجتماعية أو الثقافية أو الدينية. فمثلا، قد يخجل شخص من إظهار مشاعره الحب تجاه شخص ما، أو من إظهار مشاعره الحزينة تجاه وفاة شخص لم يكن قريباً منه، أو من إظهار مشاعره الغضب تجاه سلطة ظالمة.
الحفاظ على الخصوصية: قد يفضل المرء أن يحتفظ بمشاعره لنفسه، ولا يشاركها مع أي شخص آخر، خاصة إذا كانت مشاعره شخصية جداً أو حساسة جداً. فمثلا، قد يستحي شخص من إظهار مشاعره الجنسية تجاه شخص آخر، أو من إظهار مشاعره المتضاربة تجاه قضية معقدة، أو من إظهار مشاعره المؤلمة تجاه طفولته المضطربة.
التحكم في الانفعالات: قد يحتاج المرء إلى التحلي بالصبر والروية والحكمة في التعامل مع مشاعره، ولا يتسرع في التفجير أو التصديق أو التصرف على أساس مشاعره. فمثلا، قد يضطر شخص إلى إخفاء مشاعره الخائفة تجاه موقف خطير، أو إلى إنكار مشاعره المغرورة تجاه نجاح كبير، أو إلى تأجيل مشاعره المتحمسة تجاه فكرة جديدة.
هذه فقط بعض الأسباب التي قد تجعل المرء لا ينبغي عليه إظهار مشاعره كثيرًأ. لكن، هذا ليس بمثابة حجَّة للإنغلاق على نفسه والابتعاد عن التواصل والتفاعل مع الآخرين. فالمشاركة هي سبيل للتعبير عن الذات والتعرف على الآخر والتأثير في العالم. والمشاعر هي جزء من المشاركة، إذا ما تم التعبير عنها بشكل صحيح ومناسب ومتوازن. فالمفتاح هو أن يكون المرء قادراً على التمييز بين ما يجب أن يظهره من مشاعر وما يجب أن يخفيه، وبين متى يجب أن يظهره ومتى يجب أن يخفيه، وبين لمن يجب أن يظهره ولمن يجب أن يخفيه.
ربما لا يرغب هؤلاء الاشخاص أن يظهروا في مكان ضعيف وأن يكشفوا عن نقاط الضعف للآخرين، وربما المبالغة في اظهار المشاعر قد يعرضنا للأذى العاطفي و العقلي، أيضًا ربما هم يرتأون إدارة مشاعرهم بشكل احترافي.
المشاعر هي مادة خاصة ملونة بمزاج الشخص وحالته النفسية ووضعه الاجتماعي وهمومه وبحسب مرحلته العمرية، ولذلك حتى الخطاب العلمي لم يتفق على تعريف محدد للمشاعر مما يجعلها بهذه الحالة الوصفية التي قدمتُ. وما دام الأمر كذلك فعندما نظهر مشاعرنا يواجهنا أحيانا سوء الفهم، وهذا ما يدعونا أو على الأقل البعض منا للاقتصاد في بث ما لدينا من تلوينات نفسية خاصة قَلَّ من يفهمها ويتماهى معها.
ولكن ما رأيك عبد الغاني في الرأي الذي يقول بأنه يمكن أن يتسبب في الخوف من الرفض والاستهجان هو الثقافة التي ننشأ فيها، ففي بعض الثقافات تعتبر علامات الضعف العاطفي عيوبًا، وتعتبر من الواجب علينا إظهار الثبات والقوة في جميع الأوقات. بينما في بعض الثقافات يعتبر العطف والتعاطف والتعبير عن المشاعر أمرًا جيدًا ومرغوبًا. فهل البيئة هي السبب الأول في عدم اظهار مشاعرنا بشكل كامل وواضح؟
أجل زاوية الانتماء الثقافي والاجتماعي محدد أساسي في إفصاحنا عن مشاعرنا يا عفيفة بالإضافة إلى محددات أخرى لا داعي لذكرها، بدليل أن بعض المجتمعات تسمح للبعض بالبوح بحرية ولا تسمح بذلك لآخرين. وقد قرأت من هذا بحكم تخصصي في اللسانيات الاجتماعية أن بعض المجتمعات ومنذ القدم وحتى في زماننا هذا أيضا تفرض على المرأة رقابة أكثر في الإفصاح عن المشاعر أكثر من الرجل، وهكذا.. أشكرك على إثارتك لهذه النقطة لأن الاستناد إلى هذا المعطى في التحليل، سيقلل من ميل أحكامنا على تلك المشاعر إلى تفسيرها ذاتيا، والأمر أن فيه عوامل خارجية ضاغطة كالثقافة والمحيط.، مثلما سيجنبنا التكلف في البحث عن المقاصد المفترضة للمصرحين بمشاعرهم. ولذلك على البحث العلمي أن يسلط مزيدا من الضو على هذه الزاوية لإضاءة هذه القضية أكثر، ولاختبار فرضية جدلية العلاقة بين المشاعر والثقافة الاجتماعية.
لأن هناك ضعاف نفوس يستخدمونها في صناعة السحر الأسود - أرجو الله أن يقيك الله و إيانا منه -
لا يجب مشاركة مشاعرك الحقيقية إلا مع عائلتك و الذين تعرفين معدنهم الطيب الأصيل النبيل لأن هناك من يستعملون مشاعرك في إحداث معاناة و صدمات نفسية لك .. يتتبعون ما تحب فيحرمونك منه و ما الذي يؤذيك فيفعلونه لكي يتسببوا بإحداث أمراض و عقد و زعزعة نظامك النفسي الطبيعي ..
و هم العرافون أتباع الشياطين عليهم لعنة الله إلى يوم الدين ..
لا يجب مشاركة مشاعرك الحقيقية إلا مع عائلتك و الذين تعرفين معدنهم الطيب الأصيل النبيل لأن هناك من يستعملون مشاعرك
ولكن ألا يساعدنا التعبير عن مشاعرنا في كل الأوقات أن يعزز الثقة بالنفس والراحة النفسية، فلما نقتصر في حدود الضيق لنا في العائلة؟
نعم و لكن هناك حساد يراقبونك و يحسدونك على أي نعمة يتمنونها يجدونها فيك و لا يجدونها في أنفسهم و ليس شرطا أن تكون نعمة مادية كالمال و السيارة .. الخ ، قد تكون نعم معنوية كالذكاء و سرعة الحفظ و الجسد الجميل و الصحة الممتازة .. الخ .. قد تبدو أشياء عادية بالنسبة لنا و نفترض أنه لا أحد سيكرهنا بسببها .. و لكن الحقيقة أنها ستجعلك محل حسد ممن لا يمتلكونها خاصة إذا كانت هي المهارة المطلوبة في العصر الذي نعيش فيه ..
في عصر الذكاء الاصطناعي هناك مهارات مطلوبة اكثر من غيرها مثل :
مهارات التحليل النقدي و مهارات إدارة الأعمال و مهارات التسويق
و مهارات إدارة الحاسوب و التصميم و البرمجة .. إلخ
و هناك مهارة خطيرة تجعل الذين يمتلكونها يتحكمون في عواطف غيرهم و يتلاعبون بها كيفما شاؤوا و هي مهارة الذكاء العاطفي .. تجعل بعض الأشخاص السيئين يستخدمون عواطفك للتلاعب بك اذا ما قررت التعامل معهم يتعمدون اغضابك و السخرية منك و اللعب على الاوتار المهتزة في شخصيتك !
لذلك سعيك إلى فهم عواطفك و تقبلها و ادارتها يساعدك على عدم التأثر باستفزازاتهم
و سيكون بحوزتك جزء ناضج من الذكاء العاطفي تحمي به نفسك من أي محاولات للخداع و الاستفزاز !
بلى إظهار المشاعر أمر ضروري وصحّي وإلّا فإنّنا نكبت ما بداخلنا وهو ما يؤثر على صحتنا النفسية . ولكن نحتاج أن ننتقِ المشاعر التي نودّ إظهارها بحرصٍ شديد إذ أنّ هناك مشاعر لا يمكن إظهارها مثل شعور الشفقة تجاه مريض بل يجب توجيه الشعور نحو ناحية أخرى وهو التعاطف وهو أمر مختلف عن الشفقة بطبيعة الحال. علينا إذا أن نعمل على إدارة مشاعرنا وتوجيهها بالشكل الذي يصب بمصلحتنا ومصلحة الآخر وهو ما صرنا نسمّيه اليوم "الذّكاء العاطفي". فالذّكاء العاطفي يعني الاستثمار الأفضل والإيجابي لمشاعرنا وهو ما يشمل إبراز المشاعر التي لا ضرر من إبرازها بل على العكس تقوّي الروابط العاطفيّة والابتعاد عن الإفصاح بما لا يفيد العلاقات أبدًا.
صرنا نسمّيه اليوم "الذّكاء العاطفي". فالذّكاء العاطفي يعني الاستثمار الأفضل والإيجابي لمشاعرنا
كيف ذلك يا فاطمة؟ هل هناك مثال في كيفية الاستثمار الايجابي لمشاعرنا؟
أحيانا قد يكون هو الخوف من الجواب السلبي ونظرة الأخرين لنا مثلا قد يخاف البعض من أن يخسر العلاقات الشخصية الحالية أو من أن يتعرضوا للانتقاد أو الاستهزاء. فهل هنا الحل هو انه لا ينبغي على المرء اظهار مشاعره كثيراً حتى لا ينصدم بردة فعل الأخرين لنا؟
لذلك قد يرى بعض الأشخاص أن عدم إظهار المشاعر هو الخيار الأفضل
هذه مشكلة أستطيع أن أجزم بأنّ الدكتور أحمد عمارة استشاري الصحّة النفسية استطاع القضاء عليها تماماً وتوضيح بيانها بالنسبة لي، حيث يقول ويدّعي وأرى ذلك أنا منطقي جداً أنّ عدم إظهار المشاعر الموجودة في جسمي أصلاً وناتجة عن شيء ما هو كتمان وهو ليس لهُ علاقة لا بالصبر نهائياً ولا بالقوّة، وهذا الأمر بالضبط الذي قد يسبب أمراض نفسية يجوز أن تتحوّل إلى جسدية أيضاً بكثير من الأحيان، بل الواجب علينا كبشر أن نقوم بإظهار مشاعرنا السلبية بطرقها المشروعة الجائزة بتخصيص مساحة آمنة لي للبكاء أو وقت للضحك أو الحزن وغيرها من الأمور على أن لا يكون هذا في سبيل أو في احتمالية ضرر شخص آخر، بل هو محض تنفيس للأمور السلبية بطريقة واعية.
بعد ذلك علينا أن نحاول الوقاية بأنّ نركّز اسلوب حياتنا كلّه أصلاً محاولين به تفادي الأمور المولّدة للسلبية والأذى والأشخاص المولّدين للسلبية والأذى وبذلك تلقائياً لن يكون لدي أصلاً مشاعر سيئة لأكتمها، ولن تحوي نفسي إلا بمشاعر جميلة وطاقة حب وامتنان وسعادة أظهرها بكل راحة.
هذا الفهم في عالمنا العربي قليل الصراحة، الكل يتحدّث عن الكتمان، الأصح أن نتحدّث عن تفادي الأذى لا كيفية السيطرة عليه.
التعليقات