لا شك أن فهم المشاعر التي نمر بها فيما يخص العلاقات أمر معقد إلى أبعد حد. ويختلف من شخص إلى آخر، وفي محاولتي لفهم لماذا نفكر في شريك الحياة السابق حتى بعد الارتباط؟ وجدت إجابات متفرقة -كالعادة- ولكن أكثرها تفسيرا وقبولا بالنسبة لي هو ما يسمى بـ "rosy retrospection"- استذكار الماضي الوردي- وهي عملية يقوم بها عقلنا لتجميل الماضي ورؤية كل شيء جميل فيه فقط دون استذكار كل المواقف المختلفة بمعنى آخر يجعلنا ننظر إلى العلاقة السابقة نظرة مثالية وبالتالي نفكر في شريكنا السابق بصورة أكثر مثالية وليست حقيقية. بجانب هذا السبب برأيك ما هي الأسباب الأخرى التي تجعلنا نفكر في شريكنا السابق؟
استذكار الماضي الوردي rosy retrospection: لماذا يفكر بعضنا في شريك الحياة السابق حتى بعد الارتباط بغيره؟
ذاكرة الإنسان تشكل هويته لذلك يعتبر الماضي جزء منا مما يجعلنا نشعر بالإنتماء له و بالحنين الدائم للماضي ومن الأسباب الآخرى أيضاً، هي الفراغ العاطفي وعدم أمتلاك طاقة للتعرف على أشخاص جدد، فيسهل علينا العودة إلى شخص يعرفنا بدلاً من التعرف على شخص غريب نقود معه رحلة من البداية لكن إلا ترى أن هذا الأمر إذا لم نكن واعيين له، من الممكن أن يسبب لنا أضرار نفسية؟ وبرأيك كيف يمكن أن نتعامل معه؟
هل تعرف ماذا سيحدث لو ترك الطبيب واحدة من أدوات الجراحة داخل معدة المريض ثم قام بخياطة جرح العملية وانصرف؟
أي طفل صغير قادر على ذكر الإجابة، سوف يتألم المريض حتى يموت أو يتدخل أحد لكي ينقذه.
كذلك هو الأمر بالنسبة لشريك الحياة السابق، هل سألت نفسك ما هو السبب لانتهاء العلاقة بينكم لو كان هو جيداً لهذه الدرجة، التي تجعلك تفكر به رغم وجود غيره معك؟
بالتأكيد هناك عيوب به أو هناك عيوب بك جعلته يقرر أن ينفصل عنك، ولو كانت العيوب به فهو لا يستحق أن تفكر به ويجب أن تردع نفسك ولا تكرر خطأ الطبيب فتموت من الألم، ولو كانت العيوب بك أنت فأنت الآن مع من تستحق، وهذه هي نتيجة أفعالك.
أنا أرى أنه بمجرد انتهاء العلاقة يجب أن نسأل ثلاثة أسئلة، وهي:
- لماذا انتهت العلاقة؟
- من السبب في انتهاء العلاقة؟
- ماذا بعد ؟
ومن ثم نعمل على إنهاء الأمر قبل أن نقرر الخوض في علاقة أخرى، والقلب والعقل كلاهما مشغول بالعلاقة الأولى.
ومهما تعددت النظريات والآراء فأنا أرى أن التفكير في علاقة قديمة أثناء الارتباط بشخص آخر خيانة وفعل قبيح، فما رأيك بذلك؟
أرى أن السبب الرئيسي لذلك في الكثير من الأحيان هو عدم إغلاق العلاقة بشكل كامل، بمعنى أدق يكون الانفصال عن الشريك مفاجئ نوعاً ما دون وجود أي مبررات أو محاولات للنقاش وحل المشكلة، وهذا يجعل الفرد منا يطرح الكثير من الأسئلة في ذهنه، على سبيل المثال: لماذا لم نترك فرصة للتحدث وحل المشاكل قبل أن تتفاقم ويحدث الانفصال؟ ماذا لو كنا فعلنا كذا وكذا؟، جميعها أسئلة لم ولن تنتهي إلا إذا حدث إغلاق تام للعلاقة بالشريك السابق، مع تفسير كافة الأمور التي تسببت في فشلها، والاقتناع التام بأن ترك العلاقة هو القرار الصائب، وبعدها يمكن البدء في علاقة جديدة دون تفكير في الماضي أو الندم عليه.
أرى ذلك أيضا. فكل علاقة لها جمالها، وسيئاتها. الأهم هو تذكر السبب الحقيقي وراء إنهاء هذه العلاقة.
فحتى أفشل العلاقات التي امتلأت بالأذى كان فيها لحظات جميلة. من المهم أن يتذكر الإنسان أن هذه العلاقة كان لابد لها وأن تنتهي أو أن يضع خاتمة لها في داخل نفسه. لذا، الاستعجال والدخول في علاقة جديدة ليس أمرا حكيما.
ربما يكون السبب في ذلك هو أننا لم نشاهد من العلاقة السابقة سوى الأشياء الجميلة وفقط ، كل منا يظهر اجمل مايمتلك،
الأمر الثاني هو ان العلاقات السابقة و خصوصا الحب الأول يكون له خصوصية،حيث انه يمتلك اجمل مافي الانسان لانه هو من اخرجه، عرفنا بسببه كيف تبدو عاطفة واحساس الحب
ليس بالضرورة أن تكون العلاقات السابقة مليئة بالأشياء الجميلة فقط لكي نشعر بالحنين لها، أحياناً تكون تلك العلاقات مؤذية لنا ورغم ذلك نتغاضى عن كل الأشياء السيئة ونتذكر فقط الجوانب الإيجابية، فبرأيك ما هي الأسباب التي تجعلنا نتغاضى عن الأشياء المؤذية في مثل هذه الحالات؟
ليس بالضرورة أن تكون العلاقات السابقة مليئة بالأشياء الجميلة فقط لكي نشعر بالحنين لها
اتفق معك تماما،
أما عن الأسباب التي تجعلنا نتغاضى اعتقد أنه سبب واحد فقط تتفرع منه باقي الأسباب وهو (قوة وصدق العاطفة)
أعتقد أن الأمر بكامله هو لعبة يلعبها العقل، فعندما يرى حاجتنا للعواطف الجميلة يظهرها لنا في شكل ذكريات منتزعة من سياقها، حتى نبدأ بالتفكير بأننا كنا في حال أفضل في الماضي وهكذا، وربما عندما نكون على وفاق مع الطرف الحالي فلن تجلب لنا ذاكرتنا سوى الماضي السيء مع الشريك السابق، المهم هو أن لا نستسلم لتلك الخواطر العابرة، وأن نضع حدودًا واضحة "لا وجود للشريك السابق في حياتي الحالية، لقد طويت تلك الصفحة من حياتي، أنا في علاقة مع الشخص الفلاني حاليًا، سنمر بأوقات جيدة وسيئة المهم أن نفصل الماضي عن تجربتنا الحالية"
لكن ألا ترى أن عواطفنا تؤثر بشكل كبير على قدرتنا على تحليل الأمور بموضوعية واتخاذ قرارات عقلانية؟ وكيف تتعامل معها في هذه الحالة؟
بالتأكيد ،فالعاطفة تمتلك تأثيرا كبيرا على تحليل الأمور بموضوعية ، الموضوعية في حد ذاتها تتطلب منا الحيادية مدعومة بقواعد ثابته من المعلومات،
ولكن مدى التأثير يعود إلى طبيعة كل شخص وكيفية تحليله للأمور ،
من يتذكر الماضي بحلوه فقط وينسى او يتناسى قسوة الماضي أعتقد ان أمامه أمران الأول هو أن ذلك التذكر المخادع سيتحول لحقيقة وبالتالي سيؤثر على جميع القرارات،أما الأمر الثاني هو الصراحة مع النفس أي أنه يعلم ماحدث من قسوة ولكنه لا يُذَكِّر نفسه بذلك طول الوقت ،فربما الماضي او الحب في العموم يستحق منه ذلك ،في هذه الحالة اعتقد أنه يمكننا الفصل بين الأشياء واتخاذ قرارات موضوعية
أنا أرى هذا الأمر لايحدث فى العلاقات أو الزواج فقط!!
بل يحدث فى كل شئ، ففى التدين أتذكر فترة وردية من التدين يمكننا القول فترة ذُقنا فيها حلاوة الإيمان ونشتاق إلى مثل هذه الفترات بل وأحيانا حتى وإن حاولنا نمر بها أحياناً وأحياناً أخرى يصعب علينا المرور بها.
كذلك العلاقات وكذلك الوظائف والعمل هناك عمل مميز وردى أنت عملت به دوناً عن كل الأعمال التى عملت بها!!
أظن أن هذا الأمر مايجعلنا نستمر فى الحياة، أن تفهم أن ليست حياتك المادية كلها منخفضة وأنه كانت هناك أيام رزقكك الله فيها الرزق الكثير يعني أن هناك إحتمالية لأن تكون غنياً من فضل الله مرة أخرى.
- أظن أن العقل يواسي نفسه وجراحه بتذكر أفضل الأوقات ليصبر على الحالية أو ليواسي آلامه الحالية التى قد يكون فيها معاناة من نفس الشئ ويتمني الأفضل.
أحيانًا نفعل ذلك لنجد المبرر الكافي للرجوع مرة أخرى والتحدث معه، وسيجد العقل الأسباب الكافية لإقناعك لأانه سيتحيز للإيجابي فقط دون السلبي، وغالبًا، ما أن يعود الشخص مرة ثانية لهذا الشريك، حتى يكتشف أنه كان محقًا من البداية عند الانفصال (بعض الحالات تعود فعلًا وببدايات أفضل بكثير ولكن هذا يعتمد على أسباب الانفصال من البداية). البعض قد يعود للشريك السابق لأنه يشعر بالملل، أر ربما لم يجد فرصة أفضل، فيجد أنه يميل للتذكر الماضي بشكل مختلف أيضًا.
بالمناسبة، هذه الظاهرة لا تحدث في العلاقات فقط، لا أعلم إذا كنت متابعًا لتلك المنشورات (أراها ساخرة جدًا) على الفيسبوك في الفترة الحالية التي تتمنى رجوع النظام الملكي، وأننا كنا لنصبح الدولة الأولى اقتصاديًا في العالم، (وكان ال 2000 جنية هيبقوا ب 5000 يورو، وده بجد من بوست مش هزار :D).. نميل للحنين وتذكر الماضي بشكل لم يكن عليه من الأساس، لأننا نحاول الهروب من الواقع.
التعليقات